الأربعاء، 12 فبراير 2014

آيات أبطل النُساخُ أحكامها بقولهم إنها منسوخة أي مُبطلٌ حُكمها

أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
..........
آيات أبطل النُساخُ أحكامها بقولهم إنها منسوخة أي مُبطلٌ حُكمها
.....................
الجُزء رقم – 1 –
.................
هؤلاء من أوجدوا النسخ والناسخ والمنسوخ هُم من تعدوا على وحي الله ، وتجرؤا عليه ، وأوجدوا بحق كلام الله الأخير للبشر هذه النقيصة ، التي لا يقبلها مؤلف كتاب رديء على كتابه .
......................
ومن يطلع على ما أورده من قالوا بالنسخ والناسخ والمنسوخ ، وتلك الآيات التي قالوا إنها منسوخة يُصاب بالغثيان ، ويجد العجب العُجاب في التخبط والتوهان والزوغان والضياع ، ويجد التجرأ على كلام الله ووحيه ، ويجد الأنانية وكأن هذا القرءان لهم وحدهم ، وأنهم هُم فقط من فهموه وأحاطوا به ، وهُم من استطاعوا تفسيره وسبر غور تأويله ، ونسوا بأن هذا القرءان لا يعلمُ تأويله إلا الله ، ولن يأتيهم تأويله إلا  يوم القيامة .
......................................
وننوه إلى أن من أوجدوا المسخ والماسخ والممسوخ بحق كلام الله الخالد والخاتم ، سفرُ الله المختوم الذي أراده الله ليكون للبشرية جمعاء ولكُل العوالم ، تلاشى باطلهم في النوع الأول الذي أوجدوه للمسخ من القول ،  عما ينوف عن 300 آية ، تلاشى إلى ما بين 4-6 آيات ، وهُم هُم من تمخض جبلهم فأصبح فأراً ، أي أنهم هُم حجموا فريتهم في نوعهم الأول " ما نُسخ حُكمه وبقي لفظه " إلى ما دون 6 آيات .
...................
وسيتم تناولها بإذن الله تعالى في هذا الملف والذي يليه
.....................
قال الحقُ سُبحانه وتعالى
..........
{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } النحل101
.........
بَدَّلْنَا
...........
مَّكَانَ
...............
لم يرد ولن يرد بأن رسولنا الأكرم أخبر من آمنوا به ومن اتبعوه ، وبالذات من كان وظيفتهم كتابة الوحي ، ومن كان همهم حفظ كتاب الله ، بأن يقوموا باستبدال آيات بدل آيات ، أو أن هذه الآية قد نزلت بديلةً عن تلك الآية....ولكن هذا هو خبط المُتخبطين .
.............
فالحق يتحدث عن آية كونية مُعجزية ، وعن آية في هذا القرءان تكون بدلاً عن غيرها ممن هي للأولين .
..............
فآية إنشقاق القمر لسيدنا مُحمد صلى اللهُ عليه وسلم أنزلها الله  مكان وبدل آية إنشقاق وانفلاق البحر لسيدنا موسى عليه السلام وقومه ، وآية القبلة والتوجه لها للبيت الحرام مكان وبديل عن آية القبلة والتوجه لها لبيت المقدس...وهكذا
.......
ورُوي أنه عليه الصلاة والسلام لما قدم المدينة  فصلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً. ثم وجه إلى الكعبة في رجب بعد الزوال قبل قتال بدر بشهرين. وقد صلى أصحابه في مسجد بني سلمة ركعتين من الظهر فتحول في الصلاة واستقبل الميزاب، وتبادل الرجال والنساء صفوفهم فسمي المسجد مسجد القِبلتين!!
...........
وأغرب ما في الأمر أن هذه الآية هي آيةٌ مكيةٌ ، وهي تُناقض ما قالوا به بأن النسخ جاء مدنياً والمنسوخ جاء مكياً ، وأن الله بدل آيات من قرءانه الكريم ، فكيف يُنزل قوله هذا في الآيات البديلة وهي لم تتنزل ، كيف يتم تبديل آيات مكية بالإستدلال بآيةٍ مكيةٍ ، ولم تتنزل الآيات المدنية .
.......
فالتبديل تم للمكان ومع إختلاف الزمان والمكان ، ولذلك فأين هي الآيات التي قالوا إنها بُدلت مكان آيات ، بمعنى يجب أن لا تكون الآية المُبدلة موجودة ، والبديلة هي التي تكون موجودة ، فآيات القرءان الكريم كُلها موجودةً وتكفل الله بجمعها وقرءآنها وحفظها منذُ تنزلت وإلى قيام الساعة ، لكن أين هي الآيات الأصلية للتوراة وللزبور وللإنجيل ولصحف إبراهيم ولغيرهم من أنبياء ورسل ما أعلمنا الله عنهم أو لم يُعلمنا ، والآيات الكونية المُعجزية الدلالية البيانية للسابقين أين هي ، والتي أعطى اللهُ نبيه مكانها آياتٍ أُخرى مثلها وبأخير منها وثبته لهذا النبي والرسول العظيم الكريم صلى اللهُ عليه وسلم .
........
ويلغي ما قالوا به قول الله تعالى : -
.........
{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً }الكهف27
..........
لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ
.........
{وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ }الأنعام34
...................
{لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }يونس64
.............
{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }ق29
.............
{...... يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ .......}الفتح15
..............
{..... وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ .....}البقرة211
.........
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }يونس15
.........
أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ
..........
{فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة181
...........
{سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً }الفتح15
..........
لا مُبدل لكلمات الله في هذا القرءان ، ولاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ولا يمكن أن تكون آية بُدلت بآيةٍ أُخرى لا مُبدل لكلمات هذا القرءان وبالذات ، ولا يمكن أن تكون آية بُدلت بآيةٍ أُخرى ، وهذه الآية تقتلع النسخ والناسخ والمنسوخ وحسب ما قالوا به من جذوره وترميه بوجه من أوجده وأسسه من اليهود ومن تعاون معهم .
.........
فهذا الكتاب الذي طلب الله من نبيه أن يتلوه على أُمته  لا مُبدل لا لكلماته ولا لآياته ، بل هو البديل لكلمات السابقين ، وللكُتب السابقة ، وإنما قصد الله هُنا هو التبديل للآيات الكونية التي وُثقت فيه ، وكُل آية كونيةٍ أو غير كونيةٍ موثقةٍ فيه لتدل على أنها جاءت بالبديل  .

**************************************************************
قال سُبحانه وتعالى
.......
{......أتؤمنون بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ......}البقرة 85
..........
{فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة181
................
من قال بالنسخ والناسخ والمنسوخ ، طلب من المُسلمين على الأقل عدم إتباع الكثير من آيات القرءان الكريم لأنها منسوخة وبُدلت ، وعدم الإيمان بالأحكام التي وردت فيها ، لأنها منسوخة ومُبطلة وملغيةٌ ، وحكم الله عليه ورد في الآية السابقة .
..............
وبدل أحكام القرءان بعدما سمعها وبعدما تنزلت
.............
قال سُبحانه وتعالى
.......
{ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }القيامة18
.........
{ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأنعام155
..............
{ اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }الأعراف3
........
{.........وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157
...........
{ وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }يونس109
............
{ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ }الأنعام106
..........
{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }الأنعام153
.........
{ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ }{إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ }الجاثية18
................
{مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }العنكبوت41
.................
فَاتَّبِعْ ، مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ ، اتَّبِعُواْ ، وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ ، وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ، اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ، فَاتَّبِعُوهُ ، فاتبعها...
..........
"وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ"
........
" وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ"
..........
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ
........
من هو الأصدق من قال في ناسخه ومنسوخه بأن هُناك الكثير من القرءان يجب عدم إتباعه والعمل بأحكامه ، وعدده بين ما هو منسوخ وبين ما هو منسي وبين ما هو مرفوع وبين ما هو مُسقط وبين وبين ، وعدد آياتٍ كثيرةٍ بل تمادى ليتحدث عن سور بكاملها وعن بقية سور .
............
على أن هذا القرءان الذي تحدثوا عنهُ كُله لا يُتبع وهو مُبطل وملغي الأحكام ومنسوخها .
.........
أم أن الله هو الأصدق الذي طلب إتباع هذا القرءان بكامله وبأنه مُبارك بكامله ، ويجب إتباع ما جاء فيه من أحكام بالكامل ، وعدم إتباع السُبل ، وعدم إتباع الأولياء.......
..........
من هو الأصدق من قال في ناسخه ومنسوخه بأن هُناك الكثير من القرءان يجب عدم إتباعه والعمل بأحكامه ، وعدده بين ما هو منسوخ وبين ما هو منسي وبين ما هو مرفوع وبين ما هو مُسقط وبين وبين ، وعدد آياتٍ كثيرةٍ بل تمادى ليتحدث عن سور بكاملها وعن بقية سور .
............
على أن هذا القرءان الذي تحدثوا عنهُ كُله لا يُتبع وهو مُبطل وملغي الأحكام ومنسوخها .
.........
أم أن الله هو الأصدق الذي طلب إتباع هذا القرءان بكامله وبأنه مُبارك بكامله ، ويجب إتباع ما جاء فيه من أحكام بالكامل .

******************************
قال المولى سُبحانه وتعالى
...........
{ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ........} التوبة31
.............
{وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا }الأحزاب67
..................
{......أتؤمنون بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }البقرة 85
.............
ورد في مسند احمد كَانَتْ أُمُّ سلمه تُحَدِّثُ أَنَّهَا سَمِعَتِ النبي -صلى الله عليه واله وسلم- يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهِىَ تمتشط ( أَيُّهَا النَّاسُ ). فَقَالَتْ لامشطتها لفي رأسي .
..........
 قَالَتْ فَقَالَتْ فَدَيْتُكِ إِنَّمَا يَقُولُ أَيُّهَا النَّاسُ. قُلْتُ وَيْحَكِ أولسنا مِنَ النَّاسِ فَلَفَّتْ رَأْسَهَا وَقَامَتْ في حُجْرَتِهَا فَسَمِعَتْهُ يَقُولُ : -
.......
"أَيُّهَا النَّاسُ بَيْنَمَا أَنَا عَلَى الْحَوْضِ جيء بِكُمْ زُمَراً فَتَفَرَّقَتْ بِكُمُ الطُّرُقُ فنادي أَلاَ هلم إِلَى الطَّرِيقِ فناداني مُنَادٍ مِنْ بَعْدِى فَقَالَ  إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ. فَقُلْتُ أَلاَ سُحْقاً أَلاَ سُحْقا."
......
( فَأَقُولُ أصحابي أصحابي. فَيُقَالُ لي إِنَّكَ لاَ تَدْرِى  مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. قَالَ فَأَقُولُ بُعْداً بُعْداً أَوْ قَالَ سُحْقاً سُحْقاً لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِى".
.....
"... عُلماءهم شرٌ من تحت أديم السماء من عندهم تخرج الفتنه وفيهم تعود..."
..............
{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ }العنكبوت49
..............
وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ
........
والنسخ والناسخ والمنسوخ هو جحود لآيات الله التي تنزلت والتي تناولوها بناسخهم ومنسوخهم في هذا القرءان ، سواء لآيات أو سواء لسور بكاملها ، وسواء لما أرادوا نسخه وإبطاله أو لما أرادوا لهُ النسيان ، أو لما أرادوا لهُ الإسقاط أو لما أرادوا لهُ الرفع أو لما تأكله الدواجن من تحت الأسرة....إلخ .
.........
هذا القرءان الذي كُله مُحكم مُتشابهه وغير مُتشابهه ، والذي لا يمكن أن يعلم تأويله إلا الله .
..........
 قال سُبحانه وتعالى : -
..........
{ هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران 7
............
فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ
............
ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ
..........
وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ
........
وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا
..........
وفي يوم القيامة يؤتى بهذا القرءان العظيم ، على بساطٍ من ذهب ، الذي لم يأخذ أو يفهم البشر منهُ ومما فيه ولما جاء فيه إلا النزر القليل ، فيُريهم اللهُ تأويله ومما فيه حيثُ تكون هُناك المُفاجأة .
..........
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }الأعراف 53
.........
{بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ }يونس39 .
..........
بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ
........
وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ
........................
وسيتم التناول لبعض الأمثلة فقط
...............
*************************************************
مثال رقم ( 1 )
.......
قال سُبحانه وتعالى
.......
{ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ألبقرة 240
..................
{ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أزواجا يتربصن بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} البقرة234
..................
لا يوجد غباء أشد من هذا الغباء
...............
فقد هدم النساخ أو من أوجدوا النسخ والناسخ والمنسوخ ، مفخرة من مفاخر هذا الإسلام العظيم ، في إنصاف المرأة وضمان حق من حقوقها ، وهو شوكه في حلق من قال إن الإسلام ظلم المرأة ولم يُعطها حقوقها ، وهذا الحق كفله الله لها وهي في أصعب الحالات التي تمر فيها واحلكها وهو موت زوجها ومن يرعاها ، وهو أمر نُفاخر به العالم والدنيا ، أن للمرأة المحزونة والمجروحة والتي فارقها زوجها ، لها حق ووصيةٍ من الله أوكلها بأن يوصي بها الأزواج أو تُصبح حق ثابت وعرف مُتعارف عليه كوصيةٍ ثابتةٍ ، أن تمكث في بيتها سواء عندها أولاد أم لا ، وأن لا تُخرج من بيتها" حول أو سنةٍ كاملةٍ " .
.............
 ولصاحب وولي الأمر أو الحاكم تنفيذ هذه الوصية وحمايتها ومنع أي احد من إخراجها من بيتها ، وهذا ما كانت تحتاجه المرأة عندما كانت تُزوج غريبة وفي غير ديار أهلها ، ولنقل قبل 400 عام مثلاً أو قبل ذلك ، ولم تكن هُناك وسائل المواصلات والاتصالات كما هو اليوم ، حيث لو كانت المرأةُ من المغرب العربي تم تزويجها لشخص في الكويت أو كشمير مثلاً ومات عنها زوجها ، فلها الحق ووصية من الله أن تمكث في بيتها حول كامل " سنه كأملة مُعززة مُكرمة " ، حتى تتدبر أمرها وتتصل بأهلها ، أو تجد زوج بالحلال بعد انتهاء العدة 4 شهور و 10 أيام ، لا أن يتم طردها مُباشرةً أو بعد إل 4 شهور و 10 أيام ، وخاصةً إذا لم يكن لها أولاد ، فربما يُقال لها زوجك وقد مات ماذا بقي لك عندنا ، أبحثي عن أهلك والحقي بهم .
............
 وإن القول بوجود نسخ وناسخ ومنسوخ في هاتين الآيتين وما يليهما من آيات كأمثلة ، يقض النسخ " " والناسخ والمنسوخ " والقول به في كتاب الله برمته ، وينسفه من قواعده وأساساته ، لأن من يرتكب مثل هذا الخطأ وسوء الفهم وسوء التفسير لمثل هاتين الآيتين وما ماثلهما ، ويظن بالله مثل هذا الظن ، ويُلغي حكم من أحكام الله ، ووصيةٍ من وصاياه ، ويُثبت عليه أذيتة وتعديه وتجرأه على كلام الله ووحيه الخاتم ، كُل ما قال به بعدها سيكون باطل ووقع في ضلالة ، وأساء لكتاب الله ووحيه الخاتم من حيث يدري أو لا يدري .
.............
ولمن ظن أن هذه عدة ، هل نتوقع أن الله سُبحانه وتعالى لا يعلم " وحاشى وتنزه الله والعياذُ بالله " ما هي العدة الأصح ، فيفرضها حول كامل بدايةً ، ثُم يُغير هذه العدة بأربعة أشهر و 10أيام " وحاشى لله عن ذلك " وكأننا نتهم الله بتغيير كلامه وتبديله ، أو أنه غير رأيه لوجود خلل أو خطأ " والعياذُ بالله من هذا القول ومن قال به " .
...........
هاتان آيتان من كتاب الله المُحكم ، والذي كُل آيه فيه مُحكمه وبائنه ومُبينه ومُفصله ، وواجبة الإتباع ، كُل آية منفصلة عن الأُخرى وتتحدث عن أمر لا علاقة لهُ بالأمر الآخر ، عن من يُتوفى عنها زوجها .
......
في الآية الأُولى تتحدث عن " وصيه " فرضها الله على أن تكون لمن يتوفى عنها زوجُها ، بأن لها الحق حول كامل أي سنه كأملة ، أن لا تُخرج من بيتها ، أو تُطرد منهُ ، أو تُكره على إخراجها من بيت الزوجية ، وإرغامها على ذلك ، وهذا حق شرعي فرضه الله ، ووصية فرضها الله ، بأن تبقى مُعززة مُكرمة ، ويُنفق عليها من ورثة زوجها ، لمُدة سنة كأملة حتى تتدبر أمرها خلال هذه الفترة .
........
ولها الحق بالخروج من بيتها إن هي أرادت ، ولا تُكره على ذلك بعد انقضاء العدة والتي هي 4 شهور  و10أيام ، من ضمن مدة الحول .
......
أما في الآية الثانية فالموضوع الذي تتحدث عنهُ الآية موضوع آخر مُختلف تماماً وهو " عدة الوفاة " ، وهي عدة الزوجة التي تعتدها ، بعد وفاة زوجها ، وهي حق شرعي فرضه الله لهُ ، وهي مما يسجل لهذا الدين ويُفتخر به ، بأن للزوج كرامة وحق على زوجته وهو تحت التُراب ، وبأن تتربص بنفسها لمدة 4 شهور و10أيام ، وهي عليها أشد مما لو كان زوجها حياً وعندها ، وذلك لمُراقبتها لنفسها على أن لا ترتكب أي خطأ .
......
وهذه العدة تكون من ضمن الحول الذي أوصى الله به ، كحق للزوجة الأرملة التي يُتوفى عنها زوجها لأن تمكث في بيتها ، ومع أولا دها إن كان لها أولاد ، وأن لا يتم طردها من بيتها قبل الحول ، إلا إذا هي خرجت بعد إكمال العدة .
.......
وهذه من مفاخر هذا الدين ، مفخرة حق الأرملة بالمكوث في بيتها حول كامل ، وهذا في مصلحة من هي متزوجة في بلاد بعيده وبعيداً عن أهلها ، حيث يتسنى لها تدبر أمرها والاتصال مع أهلها...الخ ، ومفخرة حق الزوج المتوقي وهو تحت الثرى ، بأن لهُ حق على زوجته لأربعة أشهر و10أيام ، أن تتربص بنفسها ومن ضمنها تأكدها من خلو رحمها من حمل يعود على زوجها المتوقي .
......
أين النسخ في ذلك ، ألفقط ولورود " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً " هذا النص في بداية الآيتين ، يعني وجود نسخ فيهما .
............................
قال سُبحانه وتعالى
...........
{ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ
وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } ألبقرة 240
.................
وَصِيَّةًلِّأَزْوَاجِهِم
........
وكلمة وصية وردت في كتاب الله 6 مرات ، وكُلها واجبة التنفيذ .
.........
مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ
...............
غير إخراج
.............
غير إخراج ما عُلاقتها بالعدة 4 شهور و 10 أيام ، غير إخراج من بيتها أي أن الأمر مُتعلق ببيت الزوجية ، وإكراهها على الخروج منهُ ، وأن لها الحق أن تتمتع ببيتها على الأقل حول كامل ، تأكل وتشرب وتلبس ويُنفق عليها مما تركه زوجها المتوقي عنها ، وهذا هو حق ثابت لكُل أرملة بوصيةٍ من الله يوصي بها الأزواج ، وفي ذلك من الفوائد والمفاخر الكثير وخاصةً لمن عندها أطفال صغار أو لمن هي بعيدةٍ عن أهلها ، أو لمن هي ظروفها صعبةٌ للغاية......إلخ .
.........
 حتى أن كلمة "
حول " لم ترد في كتاب الله إلا مرةً واحدةً  .
...............
كيف تنسخ هذه الآية ومن هو الذي وصلت به الجرأة والتحدي لله بأن يُلغي ويُبطل وصاياه ، وهو الذي طلب من الأُمم ومن أنبياءهم وعبر التاريخ بحفظ وصاياه ، وهذه هي الآية التي ظن لا ندري هل هو بتعمد وإصرار وترصد أو قصور في الفهم ، بأنها تتحدث عن عدة الزوجة .
..................
ما عُلاقة الآية رقم 240 من سورة ألبقرة ، بهذه الآية التالية من سورة البقرة 234 ، والتي تتحدث عن عدة الزوجة
.................
{ وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أزواجا يتربصن بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} البقرة234
.............
هذه الآية هي آية العدة التي تعتدها الزوجة بعد وفاة زوجها " أن تتربص بنفسها " والتربص هو أشد أنواع المُراقبة " وهي مفخرةً من مفاخر هذا الإسلام العظيم ، بأنه حفظ للإنسان كرامته حتى وهو تحت وفي باطن الأرض ، وتحت الثرى ، وبطريقه مُشددة أكثر مما لو هو حي وفوق الأرض .
...............

وللأسف لو ذهبنا للمحاكم الشرعية لن نجد هذا الحق، لماذا لأن النساخ نسخوه ، وسيُحاسبهم الله حساباً عسيراً على ذلك " بدلوا وغيروا أحكام الله"
.......
أين النسخ ألوجود الخمس كلمات الأول وتشابههن في الآيتين " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً. ..." تشابه مطلع الآيتين وقصور الفهم والتفسير ، يجب أن يكون هُناك نسخ وناسخ ومنسوخ.
.......
كيف آيتين من كتاب الله تأتيان بهذا الترتيب تنسخان بعضهما البعض ، تُبطل آيةٍ الحُكم الوارد في الآية الأُخرى ، وتُبطل وصية من وصايا الله سُبحانه وتعالى .
...................
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً }الطلاق1

**********************************************
مثال رقم ( 2 )
.......
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مؤتين وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }ألأنفال 65
.........
{الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مؤتين وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ }ألأنفال 66
....
هل يُعقل آيتان مُتتابعتان لا تنتهي من قراءة الأولى ، وتبدأ بالثانية حتى تكون هذه الآية نسخت سابقتها وابطلت حكمها كما تهيأ لهم ، والذي قرأته للتو منسوخ ومُبطل الحكم .
...........
هو رفع حكم مؤقتاً مُعلل بسبب ، يزول الرفع يزوال السبب ، ولا وجود للنسخ هُنا فالحكمان قائمان عُمل بهما ، والحكم المرفوع تم العودة وعُمل به .
..............
في الآية الأُولى يطلب الله سُبحانه وتعالى من نبيه ورسوله صلى اللهُ عليه وسلم ، أن يُحرض المؤمنين على القتال ورد وصد عدوهم عنهم ، وبذل الجُهد المُضاعف والثبات حتى لو كان نسبة عددهم بالنسبة لعدوهم 1: 10 فإن الله تكفل بأن يجعل لهم الغلبة على عدوهم ، وما عليهم إلا بذل الجهد والصبر ، وأن الله أن سيمدهم بالنصر والغلبة .
.......
نلاحظ قول الله تعالى في الآية الثانية " الآن " بسبب " أن فيكم ضعفاً " لهذا " خفف اللهُ عنكم "
وهذا الحكم مرتبط بالوقت والظرف وهو الآن ، والظرف والسبب هو الضعف .
........
فهو حكم مرفوع مؤقتاً ، ومُعلل بسبب ، ومُرتبط بظرف مُعين ، ولحالة خاصة ، ويعود الحكم بزوال السبب والظرف .
..........
ولذلك وحسب ما يُريد النساخ ويفرضونه على الأُمه لأن تُجمع عليه ، إذا كانت النسبه لإلتقاء جيش المُسلمين مع عدوهم نسبة أكبر من 1: 2 ، على جُند المُسلمين عدم الثبات ، وأن عليهم أن يهربوا وينهزموا من أمام عدوهم ومن المعركه ويولوا الأدبار ، لأن الآية 65 منسوخه وأن عليهم أن يلتزموا بحكمها المنسوخ بعدم الثبات ، وهل على المُسلمين عدم مواجهة عدوهم إلا إذا كانت النسبه فقط كما هو في الآية رقم 66 من نفس السوره ، أو مُتساويين أو عدوهم أقل منهم .
.............
 وأن على قادة معركة مؤته وخالد بن الوليد الهروب والهزيمه في معركة مؤته ، والمعارك التي تلتها  وماثلتها ، وما وقعت من وقائع ومواجهات عير التاريخ الإسلامي ، أم أنهم قاتلوا وبنسب أقل وحققوا إنتصارات باهرة ، وعملوا بالحكم في الآية الأولى ولا علم لهم بما أوجده النُساخ ، وإلا لدحر المُسلمون وهربوا وولوا الإدبار في معارك كثيرة ولكسرت شوكة العرب والمُسلمين مع أول المواجهات ، ولما قامت لهذا الدين العظيم من قائمه .
...................
وأن على المُسلمين في معركة مؤته عدم المواجهة مع الروم والإنسحاب مع بداية المعركة ، حيث كان عدد جيش المُسلمين لا يتجاوز 3 آلاف ، والروم وصل عددهم مع المدد على الأقل 250 ألف وربما زادوا على 300 إلف ، وفي معركة اليرموك كان على خالد بن الوليد أن يفر هو وجيشه من أمام الروم لأن عدد الروم 240 ألفاً والمُسلمون 40 ألفاً .
............
ومتى كان ذلك ، ثُم ما ورد في الآية التي تليها ، الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ، لماذا لأن الله علم أن فيهم ضعفاً .
.....
وسؤالنا هل هذا الضعف دائم في المُسلمين ، والآن ، وهذا التخفيف هل تعني ويعني الديمومة .
.......
من هو العاقل من البشر ولا نقل مُسلم يُصدق أن هاتين الآيتين تنسخان بعضهما البعض ، وخاصةً أنهما تلتا بعضهما البعض
..........
في البداية وبداية الإسلام كان المطلوب من المُسلمين جُهد أكبر ومُضاعف بأن يُقاتل الواحد منهم العشرة ، ثُم خفف الله بعد المجهود الكبير الذي بذلوه وظهور أمرهم بأن يواجه منهم الواحد الاثنان ، ولكن هذا لا يُعني أنهم إذا فُرضت عليهم مواجهه بنفس النسبة الأُولى يفروا ويهربوا لأن ذلك الحُكم نُسخ .
...............
أم أن المعنى أن ما كان مطلوب من رسول الله ومن المُسلمين في البداية هو جُهد كبير ومُضاعف وصبر ومجادلة ، وبالتالي طلب الله من رسوله تحريض المُسلمين وبذل جُهد كبير والثبات على الحق وعلى نُصرة دين الله ، وإعدادهم لما هو قادم في مُستقبل الأيام ، وترصد أعداءهم لهم  ،  ومن ضمن هذا التحريض لكي يتحقق ، وحتى ينتصر الإسلام وتقوى شوكته ، وإضعاف وتقليل حيلة وقدرة أعداءه ، فالله يطلب ويخبر رسوله ، بعد تحقق ما أراده الله ، بأنه خفف عنهم الآن هذا الجُهد الكبير الذي قدموه ، وهل يعني أن هذا الجُهد وهذا الصبر ربما لا يتكرر القيام به ، وأن هذا الحث والإعداد هو فقط في البداية وللبداية فقط  ، أو أنهم ربما لا يحتاجون ذلك الجُهد .
...................
 بمعنى لو قام أحد الضباط بالطلب من جنوده بالركض وطلب منهم الركض السريع بدايةً حتى تحقق لهُ قطع جُزء جيد من المسافة المطلوبة ، ورأى التعب عليهم ، وطلب منهم تخفيف السرعة عندئذٍ لفترة حتى رأى بعدها أن المسافة المتبقية تتطلب بأن يسرعوا أكثر ، هل لا يطلب منهم تكرار السرعة السابقه ونفس الجُهد ، لكي يُتمموا المسافة المطلوبة منهم وضمن الزمن المطلوب .
....................
ولا مثيل لذلك أيضاً إلا الفارس الذي يبذل جُهداً كبيراً هو وجواده في بداية المعركة وخلالها لتحقيق النصر ، فإذا ما تحقق النصر وهُزم العدو يُخفف الجُهد على نفسه وعلى الأقل على جواده لئلا يقتله ، ولا يُبقي على نفس الجُهد ، وهل لو عاود العدو تجميع صفوفه والكرة في الهجوم ، أن هذا الفارس لا يُعيد هو وجواده بذل الجُهد كما هو في بداية المعركة  .
..........
وهل يُعني ذلك أن التخفيف على الجواد وفارسه بعد تحقيق النصر نسخ الجُهد الذي بذله الجواد ومن يركبه في بداية وأثناء المعركة وبسببه تحقق النصر ، وهل يُعني ذلك التخفيف أن على الجواد وفارسه أن لا يبذل نفس الجُهد في معركةٍ مُماثله ، وحتى جهد الفارس نفسه...الخ
.........

وهل إذا قرأنا في كتاب الله العزيز القرءان لمدة ساعة مثلاً ورفعناه في مكانه وتناولناه صحيح البُخاري وقرأنا به ما شئئنا ، هل يعني تناولنا للقراءة في هذا الصحيح ، ورفعنا للقرءآن في مكانه ، اننا رفعناه ووضعناه ولن تعود إليه مرةً أُخرى لتقرأ منه .
.......
 وبالتالي فإن رفع الحكم لعله أو لسبب ليس نسخ ولا علاقة لهُ بما أولوا وقالوا .
.......
ولذلك فإن هاتين الآيتين والقول بان إحداهما نسخت الأُخرى يقض النسخ من أساسه وقواعده أيضاً ، لأن المُسلمين لو عملوا بما قال به الناسخ أو كان للنسخ وجود عندهم ، وعدم الثبات إلا بتلك النسبة ، لما قامت للإسلام قائمه  ، ولهرب أو أنسحب أو أنهزم المُسلمون من أمام عدوهم في غالبية مواجهاتهم .

***********************************
مثال رقم ( 3 )
...................
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران 102
........
قالوا إنها نسختها
.....................
{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }التغابن16
...................................
وبنسخهم وحسب ناسخهم ومنسوخهم ، على المُسلمين عدم إتقاء الله حق تُقاته ، لأن هذا الحكم منسوخ
............
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102
.................
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }التغابن16 .
..........................................
اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ
...........
وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ
.......
......
قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم
.............
 "حق تُقَاته أَن يطاع فَلَا يعْصى وَأَن يذكر فَلَا ينسى وَأَن يشْكر فَلَا يكفر"
...........
أمر من الله عام وشامل وإلى قيام الساعة بأن نُحاول أن نتقي الله حق تُقاته ، ما من خطيب جمعه أو واعظ يصعد المنبر إلا ويستعمل هذه الآية ، وما من مُلقي لدرسٍ ديني أو مُحاضرة دينية ....الخ إلا ويستشهد بهذه الآية ويتفاخر بها .
..........
إذا كانت هذه الآية منسوخة ومُبطلة الحكم لماذا يستعملها عُلماء الأمة ووعاظها وأفرادُها ، ثُم ما علاقتها بتلك الآية التي قالوا إنها نسختها وهي تتحدث عن موضوع آخر
 ........................
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ في أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ وأَمْوَالُكُمْ
............
والآية الثانية والسياق الذي وردت فيه تتحدث أن نتقي الله قدر استطاعتنا في أزواجنا وأولادنا وأموالنا ، لأن منهم عدو لنا ويصدر منهم أخطاء علينا أن نصفح ونعقوا ونغفر لهم ، وإن من الأولاد والأموال ما فيه فتنه كذلك الأمر .
............
وأن علينا أن نتقي الله ما استطعنا في هذه الثلاثة " الأزواج والأولاد والأموال " وأن لا نظلم ونتوخى تقوى الله ونيل رضاه ، وأن نُنفق على أزواجنا وأولادنا ولا يعترينا البُخل والشُح بغض النظر عما يصدر منهم ، وعن رضانا عنهم وبما يُرضي الله .
...........
ما علاقة الآية الثانيه بالأُولى حتى تنسخها ، هل أن الله لا يطلب منا أن نتقيه حق تُقاته ، ووجوب ذلك ، وإعطاءنا لتقواه حقها الكامل ، ثُم يعود ويتراجع عن ذلك ، ما هذا التعدي على أوامر الله وما يطلبه منا .
.......
 هل الله والعياذُ بالله وحاشى يطلب طلب ثُم يتخلى عنهُ أي مُتردد لا يدري ما هو الأنسب ، يطلب أن يُتقى حق تقاته ، ثم يترك هذا الطلب ويتراجع عنهُ ، ويطلب الاتقاء لهُ على قدر الإستطاعة .
.....
فالآية الأولى والسياق الذي وردت فيه من الآية رقم 100-105 وحتى ما بعدها ، تطلب أن نتقي الله حق تُقاته ، وبما لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها في هذه التقوى كوننا مُسلمين وعلينا أن نموت على هذا الإسلام .
...............
بينما ما تتحدث عنهُ الآية الثانية موضوع مُختلف تماماً ولذلك لا يجوز نزع آيات الله من سياقها وتفسيرها ، هذا بالإضافة أن كلام الله يُفسر بعضه بعضاً ، فهذه الآية هي تكملة للآية التي سبقتها وهي التي تفسرها وما رمت إليه بقوله تعالى :-
...
{ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }التغابن 15
....
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }{ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }التغابن 14 - 16
................
فإن الله سبحانه وتعالى يطلب أن يُتقى قدر الإستطاعه في الأزواج الأولاد والأموال لأنها فتنه ، وهذه التقوى مخصوصه بهذا الأمر وبهؤلاء لأنها تُلهي عن تقوى الله .
...........................
{ وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }الأنفال28
......................
{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً }الكهف46
...
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }المنافقون9
...
{وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ }سبأ37
.....
 والتي وصف ذلك بأكثر من قول كما ورد سابقاً ، ويجب توخي تقوى الله فيها وما لها من حق ، سواء ما هو حق التقوى في الأولاد والأزواج وحق تقوى الله في الأموال  ، وأن لا تكون فتنه تُلهي عن تقوى الله ، وأن يُتوخى فيها تقوى الله قدر الإستطاعه...إلخ .

****************************************
مثال رقم ( 4 )
.....................
قال الحقُ سُبحانه وتعالى
..............
1) {وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }النحل67
................
2) {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ }البقرة219
..................
3 ) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43
.................
4 ) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة90
....................
لنقل أو لنقبل أن هذه آيات تتحدث عن التدرج بتحريم الخمر،  بدءاً من التلميح وانتهاءً بالتصريح ، مع أن الأمر بغير ذلك ، لأن كُل آية لها حكمها الخاص بها والمُنفصل عن حكم الآية الأُخرى .
...............
وهُن آياتٌ مُحكماتٌ وسيبقين كذلك إلى ما شاء الله
................
ولنأتي للآيه الأولى لماذا تُنسخ أو يُنسخ الحكم فيها ، وهي آيةٌ مُستقلةٌ بذاتها مُحكمةٌ في حكمها ، تتحدث أن في ثمر وثمرات شجرتي النخيل والأعناب وبكُل أنواع هاتين الشجرتين ، وما هو من عائلتهما ، وهُما آيةٌ من آيات الله حيث يتخذ منها الناس للبيع والشراء وللإتجار وجلب الرزق ، وكذلك لصنع الخل والخمر.....إلخ .
...................
فكلمة " سكراً " التي وردت في الآية الأولى لا تنحصر في الخمر....بل تعني " الخل "
...............
 فهل توقف الناس عن إتخاذهم  لثمرات النخيل والأعناب رزقاً حسناً ، للأكل والإتجار وللبيع والشراء والإنتفاع به وصنع العصائر منهُ والمُربيات  ، ومنهم من يصنع منها الخل ، وكذلك مُسكراً خمراً وهذه من آيات الله في خلقه للإستفاده من ثمر هاتين الشجرتين ، ومن ثمر هاتين الشجرتين يتجرون بثمارهما للبيع والشراء والمُبادلة ، ولا زالت مُحتفظة بحكمها منذُ تنزلت ولحد الآن شأنها شأن أي آية في كتاب الله ، منذُ نزلت الآية والناس يستخدمون ثمرهما نفس الإستخدام .
................
 وهذه من آيات الله في خلقه للإستفاده من ثمر هاتين الشجرتين ، ولا زالت مُحتفظه بحكمها لحد الآن شأنها شأن أي آيه في كتاب الله ، منذُ نزلت الآية والناس يستخدمون ثمرهما نفس الإستخدام  .
...........
علماً بأن  سكراً  تُعني الخل ، وليس الخمر
.........................
ما عُلاقة حكم تحريم الخمر بما ورد من حكم في هذه الآية الكريمة
.................
فهل قال الله هذا الكلام ثُم أصبح كلامه باطل ، وبأن ثمرات النخيل والأعناب عندما نزلت الآية الثانية ، أصبحت لا يتخذ الناس منهما منافع وسكراً .
................
فهذا الحكم قائم منذُ نزلت الآية وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، ولا وجود لنسخٍ هُنا لأنه لا نسخ في هذا القرءان العظيم
.............
بينما الآيه الثانية البقرة 219 ، تُجيب عن سؤآل وُجه لرسوله ونبيه وهو سؤال من ضمن أسئلة كثيرة تم توجيهها لرسول الله ، يسألونك عن الروح ويسألونك عن ذو القرنين.....إلخ ، والسؤال هُنا هو عن أمرين هُما " الخمر والميسر " وأمر ثالث عن " الإنفاق " وبأن الخمر والميسر فيهما إثم كبير ومنافع للناس وهذه حقيقه يعترف بها الخالق ،  ولكن إثمهما أكبر من نفعهما .
............
السؤال عن الخمر؟؟؟؟؟
...........
والجواب قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا
.........
فهل أُلغي أو أُبطل هذا الحكم أم أنه ساري المفعول ، وإلى قيام الساعة كأي حكم آخر من كتاب الله
............
فهل تراجع الله عن كلامه ووجد نفسه مُخطئأً " والعياذُ بالله "
..............
العياذُ بالله من النسخ والناسخ والمنسوخ ، ونستعيذُ بالله ونستجير به من أقوالهم ومما أوجدوه من ضلال وباطل....ونستعيذ بالله من ذلك التخبط وذلك التوهان .
..........
 فهذا الحكم قائم لحد الآن وإلى قيام الساعة منذُ نزلت هذه الآية ولحد الآن .
...........
الآية 43 النساء التي تتحدث عن عدة شروط  للصلاة ، منها عدم الصلاة في حالة السُكر الذي يؤدي بالشخص  أن لا يعلم ماذا يقول .
............
لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ....... وَأَنتُمْ سُكَارَى............. حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ
.................
نهيٌ عن عدم القيام بالصلاة ومن ذلك عدة أمور منها ، والشخص في حال لأي سببٍ من الأسباب الذي يؤدي به أن لا يُركز أو يعلم ما الذي يقوله في صلاته ، فهُناك حالات مرضية وبالذات الحُمى الشديدة وأرتفاع الحرارة الذي يؤدي بالشخص بأن لا يعي ما الذي يتكلم به .
....................
وسُكارى لا تُعني من شرب الخمر فقط ، فقد يشربُها شاربها ولا يصل لحد السُكارى
.............
قال سُبحانه وتعالى
.........
{لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ }الحجر72
..............
{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ  سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ }الحج2
.................
هل الناس يوم القيامة يكونوا شاربي خمر حتى يكونوا سُكارى
..........
وسُكارى  لا تُعني فقط السُكر الناتج عن شرب الخمر ، فالتعب الشديد والجوع الشديد والغضب الشديد والنُعاس الشديد ، أو التعرض للبنج أو لمخدر، والمدهوش ، والمحموم مُرتفع الحرارة الذي يُهلوس وكأنه سكران.....إلخ ، والذي من أعراضه هو الإخلال بهذا الشرط للصلاة " حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ "
..............
فكُل ما يؤدي بالشخص ويؤثر على سيطرته على ما يقول هو من السُكارى
...............
فكم من شخص يستطيع شرب الخمر ولا يُسكره هذا الخمر ، ولديه القُدرة على الصلاة ووعي ما يقول وما يقرأ .
..............
وبما أنه ليس من السُكارى وليس في حالة السُكارى فلا ينطبق عليه ما ورد في الآية الكريمة
................
فهي حالة  الشاغل الذهني الذي يمنع حضور القلب في الصلاة أو أن يكون في حالة اضطراب سلوكي كغضب أو خوف يشغله عن صلاته و خشوعه و طمأنينته وهي من مقومات الصلاة.
................
أو من الناحية الشرعية أن يكون حاقن بشكل يسكره أو يشغله عن العلم بما يقول ؟؟؟ !!! ..كما في الآثار
.................
عن أُمنا الطاهرة عائشة قالت ، قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم
...................
"إذا نعس أحدكم وهو يُصلي ، فليرقُد حتى يذهب عنهُ النوم ، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعلهُ يستغفر فيسبُ نفسه "
................
 وفي نص آخر
....
" إذا نعس أحدكم في الصلاة فلينم حتى يعلم ما يقرأ "
.................
رواهُ البُخاري
............
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلي الرجل وهو حاقن
..................
 "  ولا يصلي وهو حاقن حتى يتخفف" "لا يحل لمؤمن أن يصلي وهو حاقن جداً "
...............
"لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصلي وهو حاقن حتى يتخفف"""
...............
فهذه أمثلة على حالات السُكارى
.............
وكذلك ربما إمام وهو داخل إلى المسجد لصلاة المغرب تناقش مع شخص على باب المسجد ،  أدى إلى شجار وعراك بينهما ، وربما ضرب هذا الشخص الإمام ، كيف نُريد من هذا الإمام أن يؤم الناس بعدها في الصلاة ، ويعي ويُسيطر على ما يقول ، أو كيف لنا أن نطلب منهُ أن يُصلي بنا وهو في حالة غضب شديد وتوتر واضطراب لا يجعله يُركز ويعي ما الذي يقوله  ....إلخ
............
ولذلك فالأمر ليس مقصور على الخمر فقط
..............
فسكارى ليست مخصوصةٌ بالخمر فقط......فيقول الشخص عن نفسه إن كان غير مُركز في تفكيره وغير مُتوازن ومُتعب ، أو عنده نعس شديد أو غضب شديد....بأنه كالسكران .
.................
أما الآية 43 من سورة النساء  تتحدث عن تحريم 4 أمور( الخمر ، الميسر ، الأنصاب ، الأزلام )  من هذه الأُمور الأربعه الخمر ، كيف تُنسخ هذه الآية بمواضيعها الأربعة .

 فالحكم الوارد فيها عن الخمر أنه رجس من عمل الشيطان وأن على الذين آمنوا أن يجتنبوه لعلهم يُفلحون .
...................
والإجتناب يعود على الرجس ولا يقتصر على الخمر....فالإجتناب عن الرجس الذي يُسببه الخمر
................
وكذلك الرجس الذي يُسببه الميسر والأنصاب والأزلام
...............
 والحكم الوارد في الآية التي سبقتها آيه 219  سورة النساء عدم الإقتراب من الصلاه أو الصلاه والشخص في حالة سُكر ولا يعلم ما يقول وهو يُصلي ، وبالتالي عدم الصلاه وقد شربوا الخمر قبلها ، ذاك حُكم وهذا حكم ولا علاقة بكُل حكم بالآخر إلا أنهما يتعلقان بالصلاة والخمر وشربها.
.................
وبالتالي نُكرر ، ولنفترض أن السُكر يقتصر على الخمر ، هل يجوز لمن أُبتلي بشرب الخمر ولكنه يُصلي ومُحافظ على الصلاة ، ويدعوا الله ليل نهار أن يُخلصه من هذه المعصيه ، وهو يعلم بتحريم الخمر ،  أن يُصلي وهو سكران لأن الآية السابقه منسوخه ونسختها الآية التاليه ، ويتلعثم في الصلاه ولا يدري بما يقول .
.................
 أم أنهُ يلتزم بها وبما ورد فيها من حُكم بعدم القُرب والإقتراب من الصلاه وهو سكران ولا يعلم ماذا يقول .
...........
أو أنه يمتنع عن الصلاه ويتركها لأنه يُعاقر الخمر ويشربها ، فيقول لنفسه بما أن الآية 43 من سورة النساء منسوخة ، والناسخة لها تُحرم علي الخمر ، وأنا لا أستطيع الإمتناع عنها الآن ، وأنا دائم الدُعاء أن يُريحني الله من هذه المعصيه ، فبالتالي لا أُصلي حتى أترك الخمر ويُيسر الله لي الهداية ، فيموت وهو تارك للصلاه وخطيئته برقبة النُساخ .
..........................
ولنفرض أن هُناك فرنسي أراد إعتناق الإسلام ، وأخبرنا بأنه يشرب الخمر ، ومُدمن ولا يستطيع الآن الإقلاع عن ذلك ، ولكنه سيترك هذه المعصية في أقرب وقت ، هل نطرده ولا نقبل إسلامه ، وربما يوافيه الأجل وخطيئته برقابنا ، أم أن علينا قبول ذلك وتفهيمه بأن تلك معصية وأمر نهى الله عنهُ وطلب منا إجتنابه ، وما عليه حتى يُخلصه الله من هذه الآفة ، إلا أن لا يقترب من الصلاة وهو شارب لهذه الخمرة التي تجعله لا يعي ماذا يقول ، وما أوجد ما توجده الخمر كالغضب أو النُعاس أو التعب الشديد.. .
.........
وبالتالي فكُل آيةٍ من كتاب الله لها حكمها المُستقل ، ولا نسخ في كتاب الله ، لأن أحكام الله قائمةُ باقية ما كان بقاءٌ للبشر على وجه هذه الأرض .
....................
1) النخيل والأعناب آيةٌ من آيات الله
..............
2) الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ  فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا
..............
3) لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ
.........
 4) إِنَّمَا  الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ
................
نُشهد الله بأن كُل آية من هذه الآيات لها حكمها المُستقل بها ، وأن هذا الحكم قائمٌ إلى ما شاء اللهُ لهُ أن يكون
..............
ما عُلاقة حكم تحريم الخمر بحالة السكر أو السُكارى التي تنشأ عن النُعاس الشديد أو الغضب والجوع الشديد أو.....إلخ حتى تنسخها .
...............
وما عُلاقته بالإثم والمنافع التي في الخمر والميسر
.............
وما عُلاقته بأحد شروط الصلاة ، بأن لا يُصلي المُصلي وقد بلغ حالة السُكارى سواء من خمر أو تعب أو جوع أو نُعاس أو مُخدر أو حالةٍ مرضية...إلخ ما يجعله لا يعي بما يقول في صلاته .
...................
جُرأةٌ على كلام الله ووحيه الخاتم وإصرار على الفهم حتى ولو كان في غير محله ، وكأن القرءان لهم ولزمنهم

******************************
مثال رقم ( 5 )
.........
يتهمون الله سُبحانه وتعالى بأنه طلب من نبيه وأمره بأن يهم ويرفع من إستعداده للقيام بطاعة ربه ، وأن يقوم الليل تعبداً لربه نصفه أو أن ينقص منهُ قليلاً ، وأن هذا نسخه إخبار الله لرسوله بأنه يعلم بأنه نفذ ذلك بل زاد عليه ، حتى أن المُسلم لا يدري كيف يُعبر عما هو في ذهن النساخ مما لا وجود لهُ وأوجدوهُ من العدم .
.........
قال تعالى سُبحانه وتعالى
.........
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا}المزمل: 1- 3
....
نسختها الآية
..................
{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }ألمزمل20
.....
ولذلك ما عُلاقة هذه الآية الثانية بالآية الأولى حتى تنسخها ، في الآية الأولى يأمر الله نبيه بقيام الليل ( 1/2 ، نصفه ) أو ينقص منهُ قليلاً ( أي أقل من النصف ، 50% وأقل من 50% )  وربما يصل بهذا إلى النصف أو الثلثين أو الثُلث ، أو ما دون 49 % ...الخ ، والموضوع يخص رسوله الأكرم ..
......
وفي الآية الثانية يُخبر الله رسوله ويُبشره ، وهي بشارةٌ بأنه يعلم أنه يقوم أدنى من ثُلثي الليل ، ( أي أكثر من النصف ، ما دون 66% وتقوم 50% وليالي 33% ) ، وفي ليالي نصفه وفي ليالي ثُلثه.
.............
وكذلك يعلمه الله عن أن طائفة من المؤمنين من يقومون معه...الخ ، التي تأمر بالتخفيف عن من ذكرهم الله وقبول ما يُقدمونه ، وهذا يُطابق ما أمر اللهُ به رسوله الكريم .
......
وبالتالي فهو يُخبر رسوله بأنه قام بما أمره الله به ، بل زاد على ما طُلب منهُ حتى وصل لما يُقارب 66% ، وليس هو فقط بل طائفة من هؤلاء القديسين الأخيار الأطهار الذين أتبعوه وصدقوا دعوته ، ويطلب منهم أن لا يحملوا أنفسهم ما هو ليس مطلوب منهم ، بل المُكلف به هو هذا النبي العظيم ولسرٍ يعلمه الله .
.........
أين النسخ بين آية حُكمها طلب من الله موجه لرسوله بأن ينهض ويشد من همته لطاعة ربه  ، وآية حكمها تطمين وبشارةٍ من الله لنبيه بأنه قدم وقام بما أمره الله به ، بل ويُبشره بأنه زاد على ذلك ، وحتى أنه أقتدى به طائفةً من هؤلاء القديسين الأطهار الذين أتبعوه ، مع أنهم ليسوا مُكلفين بذلك وأن ما هو مطلوب منهم هو ما ورد في بقية الآية .
...........
أم أن العملية فقط " نسخ في نسخ ، وأنسخ يا شيخ أنسخ والف كُتب في ذلك النسخ ، وكُلٌ يأخذ عن الآخر وعن من بدأ "

*******************************************
مثال رقم ( 6 )
........
روى الزهري عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال بأنه: -
.......
............
فما علمتم منه فقولوا
...............
وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه
.........
{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً }{وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً }النساء 15-16
...............
الفاحشة بما أنهم وجدوا كلمة فاحشة فهذا يُهني أنهُ الزنا ، لمجرد وجود كلمة فاحشة ، فلا فاحشة عندهم إلا تلك الفاحشة ، فهو نسبة العلم لهم بكامل كتاب الله وعدم جهلهم بأي شيء فيه ، فحكموا على كتاب الله بإنقضاء عجائبه .
........
رأيهم أن الله سُبحانه وتعالى جعل حد الزنا في البداية الحبس في البيوت حتى الموت ، ثُم لا ندري ما رأيهم في الآية التي تعقبها وهي مُكملةٌ لها ، كيف أن اللذان يأتينها منكم عقوبتهما فقط الإيذاء .
..........
سؤال بسيط كيف تكون عقوبة " واللذان يأتيانها منكم " عقوبتهم الإيذاء ، فهل عقوبة الزنى الإيذاء؟؟؟؟؟؟
..........
ثُم يروا أن الله سُبحانه وتعالى غير رأيه ، فهو لا يدري ما هو الأصلح للعباد " والعياذُ بالله " وطلب ترك هذه العقوبة لتك الفاحشة التي تأتيها النساء ، وجعل لهن سبيلاً وهو برأيهم الجلد أو الرجم حتى الموت ويُضاف لذلك البهارات وهو التغريب .
.............
علماً بأن هاتان الآيتان لا تتحدثان عن الزنا بعينه الذي يُمارسه الرجُل والمرأة معاً
..........
ونسوا أن هذا القرءآن وهذا الدين العظيم صالح لكُل الأزمنة ولكُل الامكنة ولكُل البشر ولقيام الساعة ، ولم يأتي لأُناسٍ قصروا الفاحشة وحصروها على أنها الزنى كما عرفوه ، وحصروا عقولهم في ذلك ، وكأن هذا القرءآن لهم وحدهم ولزمنهم فقط ، ففاحشة ما قبل 1400 عام ، قد تأتي بعدها فاحشة لم يعرفها من هُم في ذلك الزمان ، وما يأتي لا نعلمه وما هو في عصر الفتن ابلى وأكثر بلاءً ، والآية التي لم تُفهم في وقتها لتترك لمن يفهمها حين تتحقق لمن يفهمونها في وقتها .
.................................
قال سُبحانه وتعالى
.........
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء 107
.................
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ...... }النساء92
...................
إِلاَّ خَطَئاً
.............
الإمسك في البيوت الذي ورد في سورة النساء 15-16 ، لا يتكلم المولى عز وجل عن الزنا بعينه ، وإنما عن فاحشةٍ أُخرى تتطلب الحجر والحبس في البيت لكي يتم التخلص من هذه الفاحشة ، وهي على الأغلب السُحاق .
................
{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً }{وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً }النساء 15-16
...............
وَاللاَّتِي
......
يَأْتِينَ
.......
مِن نِّسَآئِكُمْ
.....
فالحق سُبحانه وتعالى يتحدث عن  نوع من الفاحشه تُمارسه النساء ، واللاتي...... يأتين......من نساءكم.......عليهن......فأمسكوهن....يتوفاهن...لهن...يعني الله يتكلم عن نساء
.......
فالله يتكلم عن فاحشه تُمارسها النساء مع بعضهن البعض " السُحاق" وما سار بركبه مما يغني المرأه عن زوجها ، ولا يتحدث عن الزنى بعينه بين الرجُل والمرأه ، والفواحش كثيره قد يكون منها إتيان السحر ، والذهاب لأماكن الفسق والعهر والفجور وخروج الأُنثى عن طورها الذي خلقها الله عليه......إلخ
......................
والعلاج هو الحجر والحبس في البيت حتى يتم عزلها عمن تلتقي معها ، أو عن تلك الفاحشة وحصولها عليها ، حتى يتم التعافي أو التوبه..أو...  إلخ
.....................
{ وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً }النساء 16
............................
" وَاللَّذَانَ " مُثنى مذكر – ذكران - وهُنا الله يتكلم عن فاحشه وشذوذ يُمارسها الرجال – اللواط -
....
إن الفاحشة هُنا لا تقتصرعلى الزنى بعينه ، إذاً ما هي الفواحش التي ذكرها الله ، ولماذا  سمى الله ما يقوم به قوم لوط " بالفاحشه " ، وهل الله ينزل هذه الآيه المُغلظة العقوبة ، ويقصد بها الزنى بعينه ثُم يُنزل أُخرى حدد بها الزنى بعينه وعقوبته وحده وهو الجلد ، إلا إذا كان في ذلك تدمير للحياة الزوجية واستغناء الزوجة عن زوجها بإشباع رغبتها وشهوتها بالشذوذ ، بما ورد وما شابهه ، واستغناء الرجال عن زوجاتهم باللواط  .
.............................
لماذا قال الله " وَاللاَّتِي " " يَأْتِينَ " " وَاللَّذَانَ " " يَأْتِيَا نِهَا " ونها " تعود على الفاحشه ، ما الفاحشه التي يُمارسها الذكور مع بعضهم البعض ، وبالتالي تُقابلها الفاحشة التي تُمارسها النساء " السُحاق " وما سار بركبه من إشباع المرأه لشهوتها دون اللجوء لزوجها " ، إمرأه مع إمرأه وما ماثلها بحيث تشبع رغبتها وربما تستغني عن زوجها ، وربما هو يجنح للزنى لنفورها منهُ ، وهكذا تعلق قوم لوط باللواط مع الرجال ، والإستغناء عن نساءهم وهو الحلال ، وبالتالي إذا أستغنى الزوج باللواط عن زوجته ، ما المانع من جنوحها للحرام وللزنى  .
..............
ما أقره الله أن شهادة الرجل على زوجته تُعتبر بأربعة شهادات ، ولكن هذه الفاحشة تتطلب 4 شهود لإثباتها ، وهؤلاء إل 4 شهود عليهم أن يشهدوا على هذه الفاحشة ، حتى يتم تطبيق حدها وهو الحبس في البيوت ، حتى يتوفاهن الموت إن أصررن عليها ، أو يتبن إلى الله ويُقلعن عنها ، أو بالزواج ويكون ذلك هو السبيلا .
.........
وبالتالي فالحديث هُنا عن فاحشةٌ من نوعٍ آخر
.........
فالله يتكلم عن فاحشه تُمارسها النساء ، ولا يتحدث عن الزنى بعينه بين الرجُل والمرأه ، والفاحشة لا تقتصر على أنها الزنا فقط " فإتيان السحر وعمله فاحشة ، والإدمان على الخمر ، وتناول المُخدرات يُعتبر فاحشة ، واستعمال ما تم صناعته وصنعه شياطين الجنس إستعماله فاحشة ، وذهاب النساء لأماكن الشُبهات وأماكن الفسق دون علم زوجها أو مُعاندةً بة ، أو عن أهلها إن كانت بكر هو فاحشةٌ ........إلخ .
.....
" وَاللَّذَانَ " وهُنا الله يتكلم عن فاحشة يُمارسها الرجال – اللواط -
....
ولذلك من قال إن الفاحشة هُنا هي الزنى وأن الفاحشه تقتصر على الزنى بعينه ، إذاً ما هي الفواحش التي ذكرها الله ، ولماذا  سمى الله ما يقوم به قوم لوط " بالفاحشة " ، وهل الله ينزل هذه الآية المُغلظة العقوبة والتي فيها الحجر على الزوجات في البيوت ، ويقصد بها الزنى بعينه ثُم يُنزل أُخرى حدد بها الزنى بعينه وعقوبته وحده وهو الجلد ، إلا إذا كان في ذلك تدمير للحياه الزوجيه واستغناء الزوجة عن زوجها بإشباع رغبتها وشهوتها بالشذوذ ، بما ورد وما شابهه  .
.....
لماذا قال الله " وَاللاَّتِي " " يَأْتِينَ " " وَاللَّذَانَ " " يَأْتِيَانِهَا "
..........
" ونها " تعود على الفاحشه ، ما الفاحشه التي يُمارسها الذكور مع بعضهم البعض ، وبالتالي تُقابلها الفاحشه التي تُمارسها النساء ، إمرأة مع إمرأة وما ماثلها بحيث تشبع رغبتها وربما تستغني عن زوجها ، وربما هو يجنح للزنى ، وهكذا تعلق قوم لوط باللواط وأدمنوا عليه مع الرجال ، والإستغناء عن نساءهم وهو الحلال .
..............
{وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ }الأعراف80
........
{وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ }النمل54
.......
{وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ }الشورى37
......
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف33
....
ولذلك هذا الإله العظيم أنزل محجةً بيضاء لا لبس فيها ، ولذلك عقوبة الزنا فيها واضحة وهو الجلد للزاني والزانية .
...
{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }النور2 .
.....
ولذلك ما هذه التُهمه لله بأنه ينزل حكم ثُم ينسخه دون مُبرر هل يُعقل هذا وهل هذا من عدل الله أو من صفاته ، هل الله يُجري تجارب واختبارات على الأرض ، فتفشل ثُم يستبدلها ، وبالتالي إتهام كلام الله بأنه يعتريه التبديل والتغيير  ، والآيتان مدنيتان ، ولذلك من أكثر ما وقع به من قال بالنسخ هو لتشابه في الكلمات أو للآيات .
......
ولمن قال ونستعيذُ بالله من قوله " بأن هذه الآيات الكريمات تُحدد حد الزني للبكر وللأعزب وليس لعموم الزنى " أي تخص غير المُتزوجان ، فنقول لهُ نسأل الله أن يغفر لك هذا البهتان والإفك العظيم على الله ، بإتهامك أن الله يُنزل سورةٌ من القرءان ويفرضها ، ليتهم فيها بنات وعذراوات وأبكار الأمة التي أختارها وادخرها في علم غيبه ، لتكون خير أُمةٍ أُخرجت للناس ، بأن بناتهم سيكُن عاهرات وزانيات ، ويُفرطن ببكورتهن ويمتهنن الزنى ، ولذلك أنزل هذا القرءان بحقهن " وحاشى والعياذُ بالله .
........
ولذلك ما ذهب إليه هذا العالم الرازي هو الاصح ، لأن الفاحشه لا تقتصر على الزنى بعينه ، والله سُبحانه وتعالى يعلم ما هو الزنى وما هو حده ، ولذلك أنزله الله في آياتٍ مُشددات بينات في سورة النور ، ولذلك قصد الله هُنا ليس الزنى بعينه ، والفواحش كثيره منها ما ظهر ومنها ما بطن ، فإتيان السحر الأسود والتعامل به ، ومحاولة إيذاء الزوج به وربما هلاكه فاحشة ، والعقوق والتمرد على الزوج فاحشة ، واستعمال ما يُغني لإشباع الرغبه عن الزوج فاحشة ، والذي يندرج تحته السُحاق وهو على الأغلب المقصود في هذه الآية الكريمة ، وما صنعه البشر بديلاً عن الزوج حديثاً ، والذهاب من قبل النساء لأماكن الفجور والشبهات فاحشة ، وتعاطي المخدرات فاحشة......إلخ ز
..........
 ولذلك وجب على من تأتي بهذه الفاحشه أن يُشهد عليها 4 شهود ، وأن تُمسك في البيت لردها عما تقوم به ، حتى يجعل الله لهن سبيلاً ، إما بالموت والوفاه ، وإما بالطلاق إن أصرت على إقترافها ، وإن لم يكن تبقى حبيسة البيت ، أو بالتوبه إلى الله ورجوعها للحق بالتوبة عن هذه الفاحشة ، وما يقابلها للرجال اللواط " واللذان يأتيانها منكم" وما أوردناه بشأن ما ورد عن النساء .
...........
ولذلك ما يُقابل هذه الفاحشة مما يُقدم عليه الرجال وهو اللواط حده الإيذاء والتعزير .
..........
ولا ننسى ما نُسب لنبينا الأكرم من الإسرائيليات ، والتي واضحةٌ في غباء مؤلفيها وضوح الشمس في ضُحاها ، هُدف منها تشويه هذا الدين ولصق رجم اليهود به .
..........
 " خذوا عني خذوا عني ، قد جعل الله لهُن سبيلا _ البكر بالبكروالثيب بالثيب......"
.........
فمؤلف هذا وجد في كتاب الله ( حتى يجعل الله لهُن سبيلا ) فكان سبيله هذا ....والذي جعله يُطابق بعض الآيات القرءانية....العينُ بالعين والسنُ بالسن......إلخ
......................
يا لطيف ماذا نأخذ أيُها اليهود ، ما معنى البكر بالبكر ، ما معنى الثيب بالثيب ، ثُم رجم وجلد أيُ ظُلمٍ هذا وبأي دين هذا وبأي شريعة نزل هذا ، ثُم تغريب ، وهل المُسلمة يتم تغريبها .
..........
أم أن المؤلف أراد مُجاراة كتاب الله ونسقه " العينُ بالعين والسنُ بالسن " فأوجد مالا تقبله اللغة العربية
...........
ثُم مثيلتها " لا يحل..... الثيب الزاني..... "
.........
ثيب وزاني
.......
كيف تركب هذه الثيب الزاني ، فالمؤلف جاهل باللغة العربية ولا يعرف خمسها من طمسها ، فظن أن الثيب هو ذكر أو رجل ، وكذلك أختلطت عليه الأمور بكر ببكر وثيب بثيب .

**********************************************************
مثال رقم ( 7 )
..........
......
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ...........الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ
.......
ألغوا وأبطلوا ما كتبه الله وما فرضه ، وأبطلوا وألغوا وصية الله
........
قال سُبحانه وتعالى
.........
{فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة181
........
ماذا سيقول النساخ لربهم إزاء ما ورد في هذه الآية السابقة ، الذين بدلوا ما فرضه الله وكتبه في الآية التالية ، وهذا الإثم الذي سيترتب عليهم ، يلغون ويُبطلون ما فرضه الله وكتبه ووصى به للوالدين ، تجرأ ما بعده تجرأ وتعدي ما بعده من تعدي ، وقبلها تجرءوا على وصية من الله للأرملة أن تمكث في بيتها حول كامل ، وجعلوا من هذه الوصية على أنها عدة ، وكأن الله لا يعلم ما هو الذي يوصي به ، وما هي عدة الأرملة " وحاشى "......إلخ ما تجرءوا به على كلام الله وعلى وحيه ، وعلى أمين وحيه وعلى رسوله وعلى كتبة وحيه وحفظة هذا القرءان العظيم ، وعلى صحابة رسول الله وخُلفاءه من حرصوا على جمع هذا القرءان وحفظه كما أراد اللهُ ذلك ، وكما تركه رسول الله بين أيديهم وفي صدورهم .
.........
قال تعالى
......
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ }البقرة180
.........
وبأنها نُسخت بقول الرسول صلى اللهُ عليه وسلم " لا وصية لوارث "
...........
هؤلاء من قالوا والعياذُ بالله إن السًنة النبوية قاضيةٌ على القرءان ، وأنها تنسخه ، فلم يكتفوا بالتطاول على القرءان بالقرءان ، فقفزوا إلى السُنة النبوية .
...........
هل يُعقل أن تصل الجُرأة بأن نوجه تهمةٍ لرسول الله بأنه يتكلم بكلام يُعارض فيه كلام ربه ، وينطق بكلام يُلغي ويُبطل فيه كلام ربه وأوامره ووصاياه وما كتبه على عباده ، أم أن رسول لا يمكن أن يكون يشمل أو يقصد الوالدين بذلك .
..........
إِن تَرَكَ خَيْراً
........
الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ
.........
فمن ترك خيراً كثيراً كتب اللهُ عليه إن حضره الموت ، أن يوصي وصية خاصة لوالديه ، وَالأقْرَبِينَ ، وللوالدين غير الذي يرثانه منهُ ، وأن يوصي أيضاً للأقربين أيضاً وأكيد للفقراء منهم والمُعوزين ، وهذا حق على كُل من يتقي الله ، وأمر كتبه الله وفرضه .
........
ما أرتكبه النساخ هُنا هي جريمة سيُحاسبون عليها ، لأن كُل همهم في هذا القول الذي قالوه ، هو حرمان الوالدين من هذا الذي فرضه الله وكتبه على كُل من كان ذا خيرٍ كثير ، وحضرته الوفاة وأراد أن يخص والديه إن كانوا أحياء بوصية فرضها وكتبها الله لهم ، فمن كانت ثروته بالملايين ولهُ والدان ، وأوصى لكُل واحد منهما بمبلغ 50 الف يتصرفان بهما ، لبناء مسجد مثلاً أجراً عنهما وعن إبنهما ، هذا غير ما يستحقان من ميراث .
..........
 من هو الذي يتمادى ويتطاول على الله ليُلغي هذا الذي كتبه الله وأوصى به .
.................
هذا أمر من الله ومُشدد والله الذي كتبه " كُتب عليكم " أن من ترك مالاً وخيراً ، حق تكفل الله بفرضه أن يوصى للوالدين كحاله خاصه لما لهما من قدر عند الله ، وفضلٍ على الأبناء ، والذي قرن الله إلإحسان إليهما بعبادته " وقضى ربُك ألا تعبدوا إلا إياهُ وبالوالدين إحسانا..." وهذا هو من الإحسان للوالدين ، وكذلك الوصية للأقربين ، ولا حتى آيات الميراث تُلغي ما كتبه وقرره الله .
........
  أما ما تناوله قولُ رسول الله فالوالدين مُستثنى منهُ ، لأنه لا يُعقل أن رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم يُلغي أمراً كتبه الله ، فهل يُلغي الصوم أو القصاص أو الرحمة التي كتبها الله على نفسه ، وهل لو كان للنسخ وجود في هذه الشريعة الناسخة ، أن كلام نبيه وهو من البشر ينسخ كلام الله ، وهو الإله لهذا الكون وخالق هذا النبي وخالق لكُل البشر . .
.................
ثُم يأتي التشديد على هذه الوصية من الله وهذا الأمر الذي فرضه وكتبه ، وأن من سمع هذه الوصية أو حضر كتابتها ، أن لا يُبدل ما سمعه ، لأن إثمه عليه إن بدل ما وصى به ذلك الشخص ، في قوله تعالى
.............
{فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة181
............
لو تم فرض حظر تجول على مدينةٍ مُعينةٍ ، هل يتم الحظر على مُحافظ هذه المدينة وعلى مُدير الأمن فيها
................
ولذلك ما هذه الجُرأه وهذا التطاول على كلام الله ووحيه ، وعلى وصاياهُ وعلى ما فرضه وكتبه على عباده ، بأن كلام نبي الله ورسوله يُلغي كلام ربه ويُبطله .

***********************************
مثال رقم ( 8 )
..........
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة 185
.................
نسختها هذه الآية
........
{أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185البقرة184
.........
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ
.........
صيغة مُبالغة بعدم الطاقة وعدم القدرة على الصوم
..........
والله إنها مسخره بل ومهزله ، آيات مدنيه نزلت خلف بعضها البعض حول صوم شهر رمضان ،  يُقال إن هذه الآية نسخت سابقتها ، ولذلك نقول : -
....
وصوم رمضان فريضه منذُ فُرض وهو شهر ، ما هذا الهُراء الذي يورد أن الصوم والإفطار كان بإرادة الشخص ، وأن الفديه هي ثمن للصوم ، وأن فريضه من فرائض الله تُشترى بالنقود والفديه ، هذا هُراء ومرويات لا يقبلها عاقل ولا يُقرها دين .

 " وإذا الآيةُ سُئلت بأيِ ذنبٍ نُسخت أو أُبطلت أو قُتلت "
....................
أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ يعني أيام شهر رمضان لأنها أيام معروفةٌ للأُمة الإسلامية ، ويعدها الصائمون وينتظرونها ويُحصونها .
.....................
فشهر رمضان شهر لم يتغير منذُ فرضه الله ، فمدته معروفه وصومه معروف ، ولا وجود لتلك التهم القذرة لصحابة رسول الله ، بأنه شق عليهم ، وما هو مورد ومنسوب عن أبن ليلى وعن سلمة أبن الأكوع ، ليقل من قال قوله إن صح أن قاله ، ولكن ديننا نأخذه من هذا القرءان العظيم ومن نبينا الكريم .
.................
صوم رمضان فريضه منذُ فُرض وهو شهر ، ما هذا الهُراء أن الصوم والإفطار كان بإرادة الشخص ، وأن الفديه هي ثمن للصوم ، وأن فريضه من فرائض الله تُشترى بالنقود والفديه .
.............
 وكأن عملية الصوم وهذه الفريضة كانت مجال وحقل للتجارب والإختبارات ، من أراد الصوم صام ومن أراد الفدية أفتدى ، ما هذه المسخرة وهذه المهازل .
.........
الحديث في الآيتين عن تعذر الصوم نتيجة المرض المُعضل أو كبر السن أو ما شابهه ، والمرض نوعان نوع يستحيل معه الصوم لشهر رمضان نهائياً ، ومرض مؤقت يُلزم ويوجب الإفطار لأيام معدودة لتعذر الصوم ، فالحكم في الأية رقم 1 أن على الذين لا يُطيقون ولا قُدرة لهم بالصوم عليهم كفارة الفدية ومن تطوع بها فهو خير ، ومن تطوع وأستطاع  الصوم فهو خيرٌ لهُ أيضاً .
.............
أما الحكم في الآية رقم 2 فهو الصوم لمن يشهد شهر رمضان ، ومن أُضطر لأن يفطر نتيجةٍ سفرٍ ومعروفٌ كم كان السفر شاقاً في زمنهم ، أو من أفطر لعدة أيام نتيجة مرضٍ ألم به ما استطاع الصوم معه ، ففي هاتين الحالتين يتم قضاء ما تم إفطاره من أيام .
.........
الآية الأُولى تتحدث عن شيء مُختلف عن ما هو مطلوب ممن لا يستطيع الصوم لأي سببٍ كان ومقبول شرعاً ككبر سنه أو مرضه ، وإذا قدر على الصوم فهو خير لهُ ، والثانيه تتحدث عن الصوم لشهر رمضان لمجرد رؤية هلاله .

شهر رمضان كتب الله صومه وفرضه فريضةً منه ، ولا نقاش فيه كركن من أركان الإسلام ، وكُتب على المُسلمين كما كُتب على الذين من قبلهم ، وهو أيام معدودات 29 يوم أو 30 يوم ، بالنسبه للعام وهو 365 يوم .
 .........
وأعطى الله رخصه للمريض والمُسافر ، والمرض هُنا المرض المؤقت الذي يُلم بالشخص أثناء شهر رمضان ، ويفقده القدرة على الصوم ، وكذلك الحال بالنسبه للسفر ، ولمن أُضطر للسفر ، وعليهم قضاء ذلك اليوم أو الأيام التي أفطروها ، في أيام أُخرى في غير رمضان .
.......
أما الذين لا يُطيقون صيامه ولا قُُدرة لهم على ذلك ، ولا إستطاعة لهم على الصوم لهذا الشهر ، وجاء قول الله عز وجل " يُطيقونه " لزياد التشديد وتأكيده ، على عدم الطاقه والقُدره على الصوم ، ولم يقل الله " لا يُطيقونه "، وهي شبيه بقوله تعالى " لا أُقسم " ، حيث عظمة القسم وتعظيم لهُ ، هؤلاء عليهم الفدية وهي معروفة ، ولكن إن تطوعوا فهو خير لهم ، وإن صاموا فهو خير لهم.
..................
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ
...................
صوم رمضان فريضة على كُل مُسلم قادر يشهده مع المُسلمين ، إلا من رخص الله لهم الرخصة المؤقتة ، من المرض المؤقت والسفر ، والقضاء بعده بقدر ما أفطر المريض وما أفطر المُسافر . 
..................
واستثنى الله واعطى رخصه دائمة لمن لا طاقة لهُ بصوم هذا الشهر ، ويمر الشهر كُله ولا رجاء في الصوم ، نتيجة مرض يحول ويمنع من الصوم أو أي ما يُماثل ذلك ، ومع ذلك هُناك تشجيع من الله لمن يصوم بالخير ، وبالخير لمن يتطوع...إلخ
.......
فأين هو النسخ والناسخ والمنسوخ ، كيف نُصدق بأن هُناك من كان يدفع فدية مُقابل أن لا يصوم رمضان ، وكلام الله واضح في فرضه وكتابته لهذا الشهر ، ووضوح ما أعطى فيه من رخص ، هل خضع صوم شهر رمضان أيضاً لتجارب وأختبارات  .
....................
{أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }البقرة184
...........
{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185
....................
حتى ما علاقة صوم يوم عاشوراء بصوم شهر رمضان ، فالمُسلمون يصومون شهر رمضان كفريضه مفروضه من الله ، ويصومون يوم عاشوراء إمتثالاً لطلب  رسول الله ، والسبب معروف ولماذا  .
.....
وهذه الكلمة قبلوا لها قراءة التحريف ، حيث يقولون وقالها الشيخ الحويني وفي قراءة " لا يُطوقونه " وربما في قراءة " يُحاصرونه " وربما في قراءة أُخرى " يلتفون حوله "
........
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وحسبُنا الله ونعم الوكيل .

************************************************
مثال رقم ( 9 )
.............................
قال صلى اللهُ عليه وسلم
..............
" إن الله تجاوز لأُمتي عما تُوسوس به صدورهم ، ما لم تعمل أو تتكلم به ، وما أُستكرهوا عليه "
....................
الله سُبحانه وتعالى أخبر في كتابه الكريم ، أن العبد سيحاسب أمام الله على كُل كبيرةٍ وصغيرةٍ ، سواء كانت خيراً أو شراً ، ولو كان بقدر  مثال الذرة ، فسيرى ذلك ويُطلعه الله عليه ، ولا يُعني الحساب أنه يتوجب به العذاب ، فالله رحيم يغفر لمن يشاء ويُعذب من يشاء .
.........
والله يعلم ما يُبدي عباده وما يُخفوه في أنفسهم ، وشيء مؤكد أن الله سيُحاسبهم على ذلك حساب إطلاع ورؤية لهم .
........
فجاء النُساخُ بآيةٍ أُخرى لا علاقة لها بما تتحدث عنه هذه الآية رقم 284 من سورة البقرة ، وتتحدث عن مناط التكليف
...............
قال سُبحانه وتعالى
.........
{ لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }البقرة284
.........
يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ...... يُخبركم به الله ....فالحساب لا بُد منهُ.....والحساب يشمل مثقال الذرة ..... والحساب أنواع..... والمقصود بالحساب هُنا هو الإخبار..
..............
قالوا بأنها نُسخت بالآيه
..............
{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ  نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا  لَهَا مَا كَسَبَتْ  وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }البقرة286
.................
إتهام الحق سُبحانه وتعالى بأنه أنزل حكم ثُم تراجع عنهُ بسرعة لمجرد إعتراض البشر عليه ، يعنى غير رأيه " والعياذُ بالله وحاشى " وجد نفسه قد أخطأ وطلب طلباً فوق الطاقة ، ثُم خففه بآخر " وحاشى والعياذُ بالله "
...............
وهي آيات تتلوا بعضها بعضاً في نفس سورة البقرة
...........
{وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }
..............
قال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم:-
...
" إِن الله تجَاوز لأمتي مَا حدثت بِهِ أَنْفسهَا مَا لم يكلم بِهِ أَو يعْمل وَعَن الْخَطَأ وَالنِّسْيَان وَمَا اسْتكْرهُوا عَلَيْهِ "
..............
{وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }طه7
...................
{أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ }البقرة77
..............
{وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }{ لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }
..............
وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ
...........
وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
...........
من يكتم الشهادة ويُخفيها كيف لا يُحاسبه الله وفيها كتمها تم تضييع للحقوق
.............
{وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى }

.....................
{إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ }الأنبياء110
........
{قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاء وَالأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }الأنبياء4
...............
{قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان6
.............
{أَلَا إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }النور64
............
{وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ  يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }الأنعام3
.....
قالوا إن تلك الآية رقم 284 من سورة البقرة ، عندما نزلت جاء الصحابة إلى رسول الله وجثوا على ركبهم ، مُعترضين عليها...إلخ .
......
نقول لهم ربما هؤلاء القديسين الأطهار الأخيار الذين أدخرهم الله في سابق علم غيبه وأعدهم لأن يكونوا خير أُمةٍ أُخرجت للناس ، ربما لم يكتفوا بالجثو على الرُكب وربما ناموا وانبطحوا على ظهورهم ، وربما قاموا بإعتصام أو مسيرات إحتجاج ومُظاهرات.....
...........
أهكذا يُتهم من سُموا في التوراة القديسين ومن رضي اللهُ عنهم ورضوا عنهُ ، بأنهم كانوا يعترضون على ما كانوا ينتظرونه بلهفةٍ وشوق ليدونوه ويحفظونه ويُطبقونه في حياتهم ، أيُتهموا بهكذا تهمة وتشبيههم باليهود " سمعنا وعصينا...إذهب أنت وربك قاتلا إنا ههنا قاعدون....
..................
هكذا قال لكم اليهود عن هؤلاء الصحب الأخيار الأطهار وصدقتم ذلك
.........
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }ق16
...............
يُحاسبكم بالله " تحمل معنيين معنى الإخبار والإعلام ، ومعنى الحساب ، وهذا يُحدده ماتم إبداءه أو إخفاءه .
...........
{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ }إبراهيم41 ، {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ }ص16
.........
{قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }آل عمران29
.............
{وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ }الأنعام3
.........
{ مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ وَاللّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ }المائدة99
.........
{ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ..... }آل عمران29
..................
{إِن تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }ألأحزاب 53
.................
{وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الملك13
.........
{إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً }النساء149
...............
{وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفتح14
...........
{وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران129
................
{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }الحج70
............
{وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ ...........}البقرة235
........
{....... وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب5
............
{........... وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ }الزمر47
...........
ما رأي النُساخ بهذه الآيات الكريمة
........
يعني هذه أقوال لم يقُل بها عن كُتبهم لا اليهود ولم تقل بها النصارى ولا المسيحيون من بعدهم ، يعني آيات واضحات مُحكمات بائنات ومُبينات ، يتم فهمهن على غير مقصد الله منهن ، والعلاج دائماً لقصور الفهم وسوء التفسير هو النسخ والناسخ والمنسوخ ، كلام تجرأ به من لبس ثوب الإسلام على كتاب الله الذي لم يُنزل لهُ مثيل ، لم يتجرأ به المُشركون والكفرة على كُتبهم المُحرفة ، ولا حتى مؤلف كتاب بشري على كتابه .
.....
فالله لهُ كُل ما في السموات والأرض ، وما يبديه البشر وما يُخفونه يعلمه الله ، والله سيُحاسب على كُل شيء ولو كان مثقال ذره ، والحساب لا يُعني دائماً حساب عقاب ومُعاقبه ، فهُناك حساب إعلام وإخبار ورؤية ، أي يري الله العبد كُل ما أبداه وكُل ما أخفاه .
والآيه السابقه تفسرها هذه الآيه
......
{إِن تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الأحزاب54
.....
أما أخفاه من أفكار فاسده ونوايا خبيثه وشريره والتي منها البغض والغل والحقد  ، والعقائد الخاطئه والفاسده وافكار مكتومة متجذره في القلب ، فهذه لا بُد أن يُحاسب عليها حساب جزاء وعقاب ، كمن يُخفي حقده على مثلاً زوجة رسول الله أو يُخفي في نفسه إعجابه وتصديقه بما طرحه مثلاً هذا الزنديق " ياسر الحبيب " لا أحبه الله ، ولكنه يُخفي ذلك عن الناس ، أو يُخفي إعجابه مثلاً بالمسيحيين وتفضيلهم على المُسلمين ، أما ما دون ذلك ولا يمس العقيدة والتوحيد ...إلخ ، كأن يتمنى لو جلس مع فلانة من الناس ولكن ذلك لم يحدث ، هذا يعلمه به الله بأنه تمنى كذا وكذا ، حساب إعلام وليس حساب مُجازاة.
................
أما الأفكار القلبيه الحسنه من يتمنى لو أنه كان مع رسول الله يوم أُحد أو يوم حُنين أو مع المسلمين يوم مؤتة أو اليرموك ، أو يتمنى أن لو معه مالٌ كثير ليتصدق به في سبيل الله ، ومساعدة إخوانه من الفقراء المُسلمين في أفريقيا وغيرها ، فهذه أفكار سيُحاسب عليها ويأخذ عليها الجزاء الحسن .
................
أما الآيه الثانيه فهي من الآيات التي جاءت نُسخةٌ عنها وتوضحها أو توضح أجزاء منها ، مع غيرها من الآيات الأُخر ، التي سًنحاول إيراد بعضاً منها ، فهي توضح أن الله " لا يُكلف " ولا يُحمل النفس البشرية فوق طاقتها ، وهذا هو العدل الإلهي لهذا الإله الرحمن الرحيم ، فلها ما كسبت من أعمال حسنة وعليها ما أكتسبت من سيء الأعمال ، وبقية الآية هو دُعاء يُخبر الله بما عنده من رحمة لا تنفذ قبوله وإستجابته لهُ .
.............
ففارق بين التكليف وبين مكنونات النفس البشرية
..........
ما عُلاقة الآية الثانيه بالآيه الأُولى حتى تنسخها ، والآيه الأولى تتحدث عن أمر مُختلف عما تتحدث عنهُ الآية الثانية ، فهذه الآية الأولى تتحدث أن الله سيُحاسب " أي سيُخبره " العبد على كُل ما أبداهُ وما أخفاه حساب تعريف وإعلام للعبد لا حساب جزاء بالنسبه لما أخفاه بالذات ، وهذه الآية تؤكدها الآيات من قوله تعالى الذي يُبين فيها أن الإنسان سيرى ما عمله من خيرٍ أو شر ولو كان بمقدار مثقال ذرة ، وهي أصغر شيء في الماده والوجود ومنها صُنعت قنابل الشر " القنبل النووية " .
.....
قال سُبحانه تعالى
.......
{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ } {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } الزلزلة7-8
.....
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً }النساء40
.....
بينما الآية الثانيه واضحه كما هو وضوح من سبقتها وكما هو وضوح كلام الله في قُرآنه الكريم ، ولا تحتاج للشرح بأن الله لا يكلف النفس البشرية فوق طاقتها ، وبالذات لهذه الأُمة ، لا كما حُمل وحمل من قبلها ما لم يُنزل اللهُ به من سلطان ، وما حملهم الله به من سوء صنيعهم ، وبأنه " لا تزرُ وازرةٌ وزر أُخرى " ، وبقية الآية تشرح ذلك .
............
وأن ما قيل بغير ذلك هو من تبريرات من أوجدوا النسخ ليؤكدوا ما أوجدوه وما قالوا به ، حيث تم الإساءة لصحابة رسول الله بتلك الأقوال وتلك التبريرات ، وتلك المدسوسات التي وُضعت لإتهامهم بإعتراضهم على ما كان يتنزل عليهم من وحي الله وكلامه ، وجثو على الرُكب .....إلخ تنتقص من قدر أولئك القديسين الأطهار الأخيار الذين أدخرهم الله في سابق علم غيبه ، لأن يكونوا خير أُمةٍ لحمل هذه الرسالة وتبليغها للناس ، وهذه التهمة يردها قوله تعالى : -
............
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285
...............
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }النور51
.......................

{إِن تُبْدُواْ خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً }النساء149
.................
{إِن تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }ألأحزاب54
................
{إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }البقرة271
............
( رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) .
..........
{لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }ألبقرة
.........
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }ألإسراء
...........
ورسولنا الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم ، أوضح هذا الأمر بأن العبد إذاهم بالذنب أو المعصيه لا تُكتب عليه إلا إذا فعلها وبالتالي يُحاسب عليها حساب جزاء ، والله هو صاحب الأمر في ذلك ، وإذا هم بشيء ولم يفعله لا يُكتب عليه ليُجازى به ، ولكن كُل شيء مكتوب ويعلمه الله ، ويُكتب عليه هذا ليُعلم به يوم القيامه ، سواء أبداه الإنسان أو أخفاه ، فسيُخبر كُل إنسان بأنك هممت بفعل كذا وكذا في يوم كذا....إلخ ، ولكنك لم تفعل وهذا حساب إعلام وإخبار لا حساب جزاء بالنسبه للسيء من العمل ، بينما الصالح من العمل وكما أخبر الصادق المصدوق صلى اللهُ عليه وسلم ، فيأخذ الجزاء الحسن على ما أظهر وعلى ما أخفى ، في حين على السيء من العمل على ما أظهره .
................
و روي عن الربيع بن أنس: أن الآية محكمة غير منسوخة و إنما المراد بالمحاسبة ما يخبر الله العبد به يوم القيامة بأعماله التي عملها في الدنيا.

*************************************************
مثال رقم ( 10 )
................
آيتان مُتتاليتان من سورة المُجادلة نزلتا في وقت واحد ، حتى لو كان هُناك نسخ " وحاشى والعياذُ بالله أن يكون في كلام الله الخاتم كلام ينسخ كلام " كيف يكون هُناك نسخ في آيتان مُتتاليتان .
.................
أن الله طلب من المؤمنين إذا جاءوا لرسول الله صلى اللهُ عليه وسلم ، لمُناجاته أو سؤاله عن شيء أو لزيارته وللحديث معه ، أن يُقدموا صدقةً وهي بمثابة الهدية ، وفي هذا خير ، ومن لم يجد منهم فلا حرج عليه واللهُ غفورٌ رحيم ، قالوا بأن هذا الطلب منسوخ وملغي ومُبطل ، وإن الله تراجع عن هذا الطلب " والعياذُ بالله " وحاشى وكأنه لم يدري أن هذا الطلب غير منطقي مثلاً أو غير معقول ، أو.... أو ....يعجز الوصف عن وصف ما قال به النُساخ .
...............
فقالوا إن هذه الآية رقم 12 من سورة المُجادلة
............
قال سُبحانه وتعالى
.........
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المجادلة12
...
نسختها الآية 13 من نفس السورة
....
{أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المجادلة13
............
من يُشفق إلا أن يكون فقير الحال ولا يجد ما يُقدمه بين يدي رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم .
........
ولذلك هل المقصود أن الله "وحاشى لله" لم يبدأ كلامه في الآية الأولى بالطلب بتقديم صدقة كهدية بين يدي رسول الله أثناء مُناجاته ، ولنعتبر ذلك نوع من التنظيم أو التقييد ، حتى تدارك خطأه " وحاشى والعياذُ بالله " في هذا الطلب ونسخه في آخر كلامه في نفس الآية الأولى ،.
...............
ما هذا التخبط والخلط ، أو أنه تدارك ذلك وحاشى والعياذُ بالله ، ونسخ كلامه وطلبه الذي طلبه في الآية الأولى بإلغاءه بما ورد في الآية الثانية ، وهل الفهم العقيم لكلام الله يصل لهذا الحد .
...
كلام الله واضح بأنه يطلب من المُسلمين تقديم صدقة بين يدي رسول الله أثناء مُناجاته وهو المُتفرغ لهم ولدينهم ولإيصال هذه الرسالة لهم ، وأن في ذلك خير لهم وأطهر ، ومن لم يجد صدقةً يُقدمها فإن الله غفورٌ رحيم ، ولا حرج ولا ذنب على من لا يجد صدقةً يُقدمها  .
..........
وهذا النبي الكريم صلى اللهُ عليه وسلم ، من صفاته أنه يأكل من الهدية ولا يأكل من الصدقة ، فهل هذه الصدقة هي لتكون مما يجود به رسول الله ويوزعها على الفقراء والمُحتاجين والأرامل والمُعوزين ، أو هي هديةٍ خاصة به وبأهل بيوتاته ، أياً كانت فالله عز وجل سماها صدقة ، ورسول الله عرفها وعرف ما هي وكذلك صحبه الكرام .
.........
وهذه الصدقة لا تتواجد في كُل المرات لمن يأتي ومُضطر للحديث مع رسول الله ، ولذلك فلا حرج على من لم يجد هذه الصدقة ويُريد مُناجاة رسول الله بأي أمر يحتاجه ، في كُل مرةٍ لأن الله غفر لهم ذلك ، ولذلك الأمر ليس مقصوراً على الفقراء فقط ، ولذلك ففي الأمر لين وتسامح ، وكما يقول المثل العربي " الجود من الموجود " .
...........
وكلام الله متواصل لم ينقطع إلا أنه ورد في آيتين من كتابه العزيز ، ولا زال الخطاب موجه لمن لم يجد صدقةً يُقدمها ( وهُم الذين لا يمكن أن يكون أشفق غيرهم وهُم الفقراء من لا يجدوا صدقةً يُقدمونها ) ويتبعهم من لا يتوفر لهم هذه الصدقة بعض المرات ، ومواساة الله لهم ، وهُم الذين أخذتهم الشفقة على أنفسهم بأنهم لم يجدوا صدقةً يُقدمونها بين يدي نجواهم لرسول الله ، وحتى من ربما عنده شيء من البُخل أو الحرص أو ما شابهه ، مع أننا نُنزه صحابة رسول الله عن هذا ، والبديل لمن لا يستطيع ذلك أو أشفق من ذلك لوضعه وحالته هو قبول الله لذلك وتوبته على من أشفق .
.......
 ويكون  البديل بإقامة الصلاه وإيتاء الزكاة لمن قدر عليها وطاعة الله ورسوله .
...........
ولذلك هذا الحكم وهذا الطلب الوارد في الآية الأولى بقي فعالاً منذُ تنزل وحتى أنتقل رسول الله لجوار ربه ، ولا منع لمن يأتي لزيارة رسول الله ومعه شيء من الهدية أو الصدقة ليُقدمها لرسول الله .
...........
ولذلك من قال بالنسخ وبالناسخ والمنسوخ ، وبوجود النسخ هُنا لسان حاله يقول بأن الله يتهم المُسلمين بالبخل ، وبأنهم كُلهم أشفقوا أو لم يرتضوا بتقديم هذه الصدقة ، ولذلك نسخ الله كلامه وألغاه بعدم تقديم هذه الصدقة التي طلب تقديمها بين يدي نجواهم وعند مجيئهم لرسول الله ، أو أنهم عصوه ولم يمتثلوا لأمره بهذا الإشفاق ، وهذه إساءة لأولئك الصحب الأخيار ولأولئك التلاميذ القديسين الأطهار ، وقبلها هو الإساءة لله واتهامه وكأنه يُجري أبحاث واختبارات وتجارب .
...........
أين النسخ في ذلك ، هل الله طلب تقديم صدقه ثُم تراجع عنها بشكلٍ سريع ، لأنه وجد أن الصحابة جميعاً أشفقوا ، ولا علم عنده بأنهم سيُشفقون  ، ما هذا والعياذُ بالله ، هل يليق ذلك بالله .

*************************************
مثال رقم ( 11)
..........
قال سُبحانه وتعالى
........
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ }البقرة180
...........
قالوا نسختها هذه الآية
...........
{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة240

ما علاقة الآيتين السابقتين ببعضهما البعض إلا أنهما من كلام الله ووحيه ، وآيتان من القُرءآن ، وكُل آية تتحدث عن موضوع غير عن الموضوع الذي تتحدث عنهُ الآية الأُخرى ، حتى تنسخ إحداهما الأُخرى .
...........
وجدوا كلمة " وصيةً "
 فالآيه الأُولى تتحدث عن أمر من الله ووصية كتبها الله بأن يوصي من يترك إرثاً وخيراً كثيراً عند موته ، أن يوصي للوالدين ولمن يُحب من أقاربه لمن هُم من غير الورثه ، ويخصهم بشيء مما ترك ، وبالذات الوالدين لما لهما من حق ومكانة .
..........
والآيه الثانيه تتحدث عن الوصيه للزوجه التي يموت زوجُها ، أن تبقى في بيتها ومع أولادها عام وحول كامل ، وأن لا تُكره وتُجبر على الخروج منهُ خلال هذه الفتره ، إلا إذا خرجت بإرادتها بعد تمام عدتها ، وذهبت إلى أهلها او تزوجت .
............
ألورود كلمة " وصيه " وموت  وتشابه في الكلمات يجب أن تنسخ الآية الآية الأُخرى

****************************************
مثال رقم ( 12 )
............
ولا أدل وخير مثال أيضاً على عدم صحة  ألقول بوجود نسخ في كتاب الله ، وهوان تلك القضية ، هما هاتان الآيتان ، التي سموا واحدةٍ منها " آية السيف " وأنها نسخت 124 آية من كتاب الله كُلها آيات الرحمة والمودة والتسامح والتي هي أحسن....إلخ ، ثُم جاءوا بآية أُخرى وقالوا إنها نسختها وهي آية التوبة 29 ، واللتان لا عُلاقة بينهما إلا أنهما آيتان من كتاب الله كُل آيه تتحدث عن فئه مُحددة من الناس ، غير الفئه التي تتحدث عنهم الآيه الأُخرى .
................
 إحداها تتحدث وتخص فئة مُحددة من المُشركين المُعاهدين الذين نقضوا عهدهم وميثاقهم مع المُسلمين .
..............
 والأُخرى تتحدث عن فئة مُحددة من أهل الكتاب " اليهود " ممن نقضوا العهود وتآمروا وحاولوا وئد الإسلام .
.........
وهذا الدين العظيم لا يأمر إلا بمقاتلة من يُقاتل المُسلمين أو يتآمر عليهم ، أو ينقض العهود معهم أو يقف في طريق نشر الإسلام ، لأن كُل ذلك وما ماثله يندرج تحت المُقاتلة ، ويجب أن يكون القتال في سبيل الله ، ويجب عدم الإعتداء على الآخرين .
.........
{وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة190
............
وَلاَ تَعْتَدُواْ
....................ز
قال سُبحانه وتعالى
.......
{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة 5
..........
هذه الآية قالوا عنها بأنها " آية السيف " من قال ذلك لم يقله لا الله ولا رسوله ولا حتى صحابته الأطهار الأخيار ، ولا حتى خُلفاءه الراشدون ، وهي آية عندما نعود للسياق القرءاني الذي وردت فيه في سورة التوبة ، فأنها تتحدث وخصت فئة مُحددةٍ من المُشركين .
.......
{بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ }التوبة1
.........
إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ
.............
فالآيه التي سموها " آية السيف " تتحدث عن فئه من المُشركين ، وهي فئة من الفئة التي كانت بينها وبين المُسلمين عهد وميثاق وقاموا بنقضه ، واصبحوا في حالة حرب وقتال مع المُسلمين ، وهُم  الذين يُقاتلون المُسلمين ويتآمرون عليهم ، ويريدون قتلهم وإنهاءهم بالتعاون مع كُفار قُريش ومن ساندهم من اليهود وغيرهم ، وأمعنوا في أذيتهم ، إي عن فئة مُحددة من المُشركين هي في حالة حرب مع المُسلمين ، فنقضوا العهود وقصدوا المُسلمين بالعداء ومُحاولة القضاء عليهم ومُحاربتهم ، وإنهاء دعوة هذا النبي والقضاء عليها بكُل السُبل ، ولم تنفع معهم كُل السبل لضمهم للمُسلمين ، واستغلوا الأشهر الحُرم لذلك ، ولذلك كان وعد الله لهم بعد إنقضاء الأشهر الحُرم ، إن لم يرجعوا .
.........
فهولاء لا عهد لهم ، وعهدهم أصبح ملغياً ، وسورة التوبة تُعدد أوصافهم
........
واستثنت هذه السورة العظيمة الفئة الأُخرى التي لم تنقض العهود وحافظت عليها من المُشركين ، ولم يُظاهروا على المُسلمين ، فيجب إتمام العهد معهم وعدم إيذاءهم ، وهذا في قوله تعالى : - .
........
{إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }التوبة4
...........
أما الفئة من المُشركين وليس كُل المُشركين ، وممن معهم عهد وميثاق ، وممن نقضوا هذا العهد وهذا الميثاق ، هؤلاء يجب عقابهم ومُقاتلتهم وتأديبهم بعد أن تنسلخ الأشهر الحُرم ، فيجب عقابهم حسب ما أمر الله بقوله : -
.........

{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ........ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة5
.......
ويستمر ذلك وهذا الأمر حتى .
.............
{ .........فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة5
..............
وحتى هذه الفئة من المُشركين وهي من نفس الفئة التي بينها وبين المُسلمين عهود ومواثيق ، إذا تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة ، فيجب تخلية سبيلهم .
..............
والآيه الثانيه التي تأتي مُباشرةً  بعد الآيه التي سموها " آية السيف "  تُبطل دعوى من قال بذلك واوجده
...............
" وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ " التوبة 6
..........
فأي مُشرك يستجير برسول الله أو بالمُسلمين ، فيجب أن يتم إستجارته وإعطاءه الأمان ، حتى يسمع كلام الله ، وأن يؤمَّن على حياته وماله وممن معه ، لا أن يتم قتله وذبحه كما يُريد هواة الذبح والقتل للبشر .
.......
ما عُلاقة هذه الآية بتلك الآيات التي قالوا بأنها نسختها وألغت وأبطلت أحكامها ، محولين دين الإسلام إلى دين جلف ، ودين يدعو للكراهية والقتل وعدم التسامح وعدم المودة
...................
وقد فند الدكتور يوسف القرضاوى هذا الكلام فى كتابة " فقة الجهاد " وقال : -
.........
إذا استشهدت بقوله تعالى: " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"  البقرة: 256   قيل لك : نسختها آية السيف.
..........
أو بقوله تعالى: " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " النحل: 125    قيل لك : نسختها آية السيف.
.........
أو بقوله عز وجل: " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" الأنفال: 61    قالوا لك : نسختها آية السيف.
.........
أو بقوله تعالى: " فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا "  النساء: 90   قيل: نسختها آية السيف.
............
أو بقوله تعالى: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم "  الممتحنة: 8  قيل: نسختها آية السيف!!
............
يقول الدكتور الشيخ ، كأنما أصبحت آية السيف نفسها سيفا يقطع رقاب الآيات ، ويتركها جثة هامدة لا روح فيها ولا حياة ، فهي متلوة لفظا ملغاة معنى ، إذ حكم عليها بالإعدام!!
وبدليل الأخبار التي تظاهرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه حين بعث عليا رحمة الله عليه ببراءة إلى أهل العهود بينه وبينهم أمره فيما أمره أن ينادي بها فيهم
"
ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد- فعهده إلى مدته"
..............
وقد صالح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومَن بعده من الأئمة كثيراً من بلاد العجم؛ على ما أخذوه منهم، وتركوهم على ما هم فيه، وهم قادرون على استئصالهم. وكذلك صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً من أهل البلاد على مال يؤدونه؛ من ذلك خَيْبر، ردّ أهلَها إليها بعد الغلبة .
............
قول الشعبيّ وقتادة والحسن والضحاك. والحجة لهذا القول ما رواه زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لعجوز نصرانية: أسلمِي أيتها العجوز تسلمي، إن الله بعث محمداً بالحق. قالت: أنا عجوز كبيرة والموت إليّ قريب! فقال عمر: اللهم اشهد، وتلا { لاَ إكْرَاهَ في الدِّينِ }.
******************************************
حتى جاءوا وقالوا بأن " آية السيف " نسختها أو أكلتها هذه الآيه التاليه ، ربما أنها " آية الرمح "
.................
{قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ }التوبة29
.........
مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ
..........
وهم من اليهود
...........
والآيه الثانيه " التوبة 29 " تتحدث عن فئه (مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ ) أيضاً وهي فئة مُقاتلة من أولئك اليهود في حينها ، ونقضت العهود وتآمرت  ، من أهل الكتاب مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ " وبالذات تتحدث عن اليهود وتخصهم الآية ، الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ، وهو ناتج عن عدم إتباعهم لهذا النبي ولما جاء به ، ولا يدينون دين الحق لأنهم لم يعتنقوا هذا الإسلام العظيم وهو دين الحق ، ولا يُريدون لهذه الدعوه الخير والإستمرار ، وهُم في حالة تآمر وتعتبر حالة حرب للقضاء على هذا النبي وما جاء به ، وقتالهم ينتهي بإرضاخهم وإعطاءهم الجزية عن يدٍ وهُم صاغرون ، بعد تحجيمهم وتأديبهم...إلخ"
..........
فما علاقة الآيه الأولى أن تنسخ 124 آية لا علاقة لها بها ، كُلها آيات تحث على الدعوه إلى الله بالحكمهةوالموعظة الحسنة ، وآيات الرحمة والتسامح...إلخ ، وتأتي آيه لا عُلاقه لها بها وتنسخها .
..................
ولهذه الآية سبب للنزول وهو سبب نزول خاص ، فقد كان اليهود قد نقضوا العهود التى أبرمها معهم المسلمون ، وتآمروا مع أعداء المسلمين للقضاء على الدولة الإسلامية فى المدينة ، وأصبح وجودهم فيها خطراً على أمنها واستقرارها ، فأمر الله المسلمين بقتالهم حتى يكفوا عن أذاهم بالخضوع لسلطان الدولة ، ويعطوا الجزية فى غير استعلاء.
..............
وهذه الآية لم تأمر بقتال اليهود لإدخالهم فى الإسلام ، ولو كان الأمر كذلك ما جعل الله إعطاءهم الجزية سبباً فى الكف عن قتالهم ، ولاستمر الأمر بقتالهم سواء أعطوا الجزية أم لم يعطوها ، حتى يُسلموا أو يُقتلوا وهذا غير مراد الله ولم يثبت فى تاريخ الإسلام أنه تم مُقاتلة غير المُسلمين لإجبارهم على اعتناق الإسلام.
...................
والإسلام أقر اليهود بعد الهجرة إلى المدينة على عقائدهم، وكفل لهم حرية ممارسة شعائرهم ، فلما نقضوا العهود ، وأظهروا خبث نياتهم ونيتهم لتدمير الإسلام ، ومُحاولاتهم لقتل الرسول صلى اللهُ عليه وسلم ، قاتلهم المسلمون وأجلوهم عن المدينة.
.....................
ونبينا الأكرم صلى اللهُ عليه وسلم عقد صلحاً سِلْمِيًّا مع نصارى تغلب ونجران ، وكانوا يعيشون فى شبه الجزيرة العربية ، ثم أقرهم على عقائدهم النصرانية وكفل لهم حرياتهم الاجتماعية والدينية.
.........
وفعل ذلك مع بعض نصارى الشام ، هذه الوقائع كلها تعلن عن سماحة الإسلام ، ورحابة صدره ، وأنه لم يضق بمخالفيه فى الدين والاعتقاد.
.......
هذا النبي الذي لم يأتي لقتال أو سفك دماء أحد ولم تلده أُمه الطاهره آمنه والسيفُ بيده ، وجاء لتوحيد الله وتبليغ كلمته ودينه بالحُسنى والإقناع وباللتي هي أحسن ، ولكنهم هُم من وقفوا بطريقه وطريق تبليغ دعوته ، وحاولوا قتله أكثر من مره وقبلها أعتدوا عليه ، وتآمروا وألبوا الجمع على دعوته ، وهَجروه وهجروا صحابته من ديارهم ولأكثر من مره ، ولحقوا بصحابته ليؤلبوا عليهم ، وقاطعوه وحاصروه هو وصحابته ، ولم يجدوا هُم واليهود طريقاً لعداءه وعداوته وأذيته ، وحتى قتله وإنهاء دعوته إلا وسلكوه ، وما قصروا جُهداً في ذلك ، وما حملوا السيف هو وصحابته إلا للدفاع عن أنفسهم وحماية هذه الدعوة ، وبعد أن أمرهم الله بذلك .

*****************************************************
مثال رقم ( 13 )
...........
قال سُبحانه وتعالى
.........
{لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً }الأحزاب52
....
بأن هذه الآية نسختها الآية
........
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب50
........
لماذا نسختها ، وهل إذا كان هُناك نسخ أو لهُ وجود فمن المفروض نسخ الآية الأولى للثانيه
، وليس الثانية للأولى .
...........
ومع ذلك فالآيه الثانيه وهي تأتي في الترتيب في سورة الأحزاب قبل الآية الأولى ، تُبين وتوضح من هُن اللواتي سيُصبحن زوجات لرسوله الكريم أو من سيُحل الله لهُ ليكُن زوجاته أو يختار منهن زوجاته ، والآيه الأولى جاءت لتحدد بأن تلك النساء من تزوجهن رسوله الأكرم فقط هُن ما حلله الله لهُ ، ولا يحل لهُ الزواج بالنساء من بعدهن ولا أن يُبدل والآيه واضحه في ذلك .
..........
 فأين والعياذُ بالله النسخ لآيتين مُتتابعتين في سورة واحدة .
..................
حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول:-
............
" سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أنا فرطكم على الحوض ، من ورده شرب منه ، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً ، ليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم ....وزاد أبي سعيد الخدري إنهم مني ، فيقال: إنك لا تدري ما بدَّلوا بعدك ، فأقول سحقاً سحقاً لمن بدَّل بعدي "
.....................
وورد في مسند احمد مسند أبى سعيد الخدرى بسنده أَنَّ النَّبِىَّ - صلى الله عليه واله وسلم قَالَ : -
.............
 ( فَأَقُولُ أَصْحَابِى أَصْحَابِى. فَيُقَالُ لِى إِنَّكَ لاَ تَدْرِى مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. قَالَ فَأَقُولُ بُعْداً بُعْداً أَوْ قَالَ سُحْقاً سُحْقاً لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِى".
...........
مسند أحمد - مسند المكثرين من الصحابة - مسند عبد الله بن مسعود  رقم الحديث : ( 3457 )
.........
سائلين الله العلي القدير أن يهدي جميع البشر على هذه الأرض ، لهذا الدين العظيم ، وأن يُصلح حال المُسلمين ، وأن يهديهم لما يُحبه ويرضاهُ لهم.....آمين يارب العالمين.......
..................
تم بحمدٍ من الله وفضلٍ منهُ
.........
ملفاتنا وما نُقدمه هو مُلك لكُل المُسلمين ولغيرهم ، ومن أقتنع بما فيها ، فنتمنى أن ينشرها ، ولهُ من الله الأجر والثواب ، ومن ثم منا كُل الشُكر والاحترام وخالص الدُعاء .
............
.......
يتبع الجُزء الثاني بإذن الله تعالى
.............
................
عمر المناصير........................... 21 ربيعٍ الثاني 1432 هجرية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق